أعلن مستشفى برلين عن وفاة الشيخ أحمد روابحية، الجزائري الأصل، البالغ من العمر 94 سنة، حيث يعتبر هذا الأخير من أقدم الجزائريين المقيمين في ألمانيا لأكثر من 60 عاما، شارك في حرب الهند الصينية مع فرنسا التي جندته قسرا للمشاركة في الحرب، ولما انتهت الحرب سلمته فرنسا جواز سفر فرنسي، لكن الشيخ أحمد مزقه في وجه السفير لدواعٍ ثورية بسبب ما يحمله من رفض تجاه هذا البلد المستعمر حينئذ للجزائر، فاتهمه السفير بإهانة الجمهورية الفرنسية، حيث قررت السلطات الفرنسية تجريده من حقوقه ومنعه من امتيازات معطوبي الحرب، وجردوه من كل الامتيازات التي يتمتع بها المحاربون القدامى فاتخذ برلين وجهة له· واستغل روابحية أحمد العداء الذي كان ناشبا آنذاك بين ألمانياوفرنسا· بدأ الشيخ أحمد حياته في برلين من جديد وتزوج من ألمانية وأنجب معها ولد، لكن القدر كان أسبق حيث توفي الابن وهو في أول أيام حياته، وبعد مدة ليست ببعيدة توفيت الزوجة الألمانية، فقرر أحمد الزواج من امرأة جزائرية أصبحت طليقته بعد سنوات من الزواج· وتوفي في المستشفى في برلين يوم 30 أفريل الفارط، ولم يجد من يدفنه حتى قررت السلطات حرق جثته على الطريقة الإنجيلية المسيحية، غير أن السلطات الألمانية قررت الاتصال بطليقته التي اعترضت على قرار حرق الجثة وأصرت على تحمّل المسؤولية رغم أنها عاطلة عن العمل وظروفها المادية لا تسمح لها بذلك ومعاناتها من داء السكري وضغط الدم كل ذلك تلبية لوصيته عند زواجها به، فأمهلتها السلطات 3 أيام لجمع المبلغ لترحيله وإلا سيتخذ القرار بحرق جثمانه· للإشارة، فإن نقل الجثمان من برلين إلى الجزائر تبلغ تكلفته 3500 أورو، حسب مكتب نقل الجثمان ونقل الموتى الذي مقره بهامبورغ· أحمد روابحية من سوق اهراس وطليقته من البويرة، حيث قررت تشييع الجنازة هناك في البويرة، عند اتصالها بالسفارة الجزائرية رفضت السفارة تقديم المساعدة المادية ووعدت بتسهيل الإجراءات فقط، لكن السفارة أهملت الموضوع ولم تهتم بالقضية، والجالية الجزائرية هناك لا تعرف أحد من أقاربه للإتصال بهم· للإشارة، فإن أفراد الجالية هم الذين يسعون لجمع التبرعات ونقل الجثة للجزائر بالتنسيق مع مكتب نقل الجثامين ونقل الموتى التابع للجالية الجزائرية، جاليتنا هناك لا تشكل قوة إقتصادية لأن أغلبهم عاطلين عن العمل أو يد شغيلة في القطاعات البسطية مقارنة مع الجالية السورية أو اللبنانية، وهذا ما وجد صعوبة في جمع التبرعات· ورغم ذلك فالحمية والشهامة التي يحملها الجزائريون هي التي أوجبت الوقوف إلى جانب بعضهم البعض وقت الشدائد والمحن·