يروي أب رئيس الجمهورية الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي، كيف وصل إلى إلى باريس مهاجرا من بلده الأصلي هنغاريا عام 1948. تبدأ مغامرة بال ساركوزي يوم وصوله إلى باريس حيث أمضى الليل عند فوهة يخرج منها الهواء الدافئ من محطة للمترو. وكان يربط على قدميه بخيوط خرقا ممزقة كي يحتمي من البرد، إذ كان قد وصل العاصمة الفرنسية في أيام برد قارس. وانطلاقا من تلك الحالة قرر أن يبني حياته، أو بالأصح، كما يقول، أن يعيد بناء حياته ليستعيد أيام الرخاء التي كان قد عاشها في طفولته بهنغاريا، فهو سليل أسرة ميسورة بالأصل. في عام 1948 وصل إلى باريس شاب هنغاري يحمل اسم «بال ساركوزي». كان عمره 20 عاما ولم يكن يمتلك ما يمكنه أن يشتري به طعامه. لكنه شق طريقه الصعب وأنجب خمسة أطفال أصبح أحدهم نيكولا، رئيسا للجمهورية الفرنسية في عام 2007. وفي هذا الكتاب «مقدار من الحياة» يحكي بال ساركوزي قصة حياته، وهو الآن قد تجاوز الثمانين من العمر. حيث أمضى دورة تدريبية لأشهر في معسكر للتدريب في الجزائر للمتطوعين في الوحدات العسكرية الخارجية، عاد إلى فرنسا قبل السفر إلى الهند الصينية. وقبل موعد الرحيل بأيام قليلة كان لقاء قد غيّر مجرى حياته. وهو يصفه كما يلي: «أثناء الزيارة الطبية الأخيرة التي تسبق السفر، كان الطبيب المكلف بإجراء فحوصي الطبية لتأكيد كفاءتي البدنية هو أحد مواطني بلدي الأصلي هنغاريا (...). وقد كان أحد أصحاب أبي أثناء الحرب العالمية الأولى 1914». لقد قرر ذلك الطبيب أنه غير مؤهّل صحيا للسفر إلى الهند الصينية وأنه يعاني مرض بالقلب، وهكذا حصل على إذن مرور إلى باريس ك«عسكري في إجازة».