وقال بحليطو: التقيت صديقي الحمار وكنت أرتدي نظارة سوداء على غير العادة، فقال لي: ما بك هل أنت حزين كئيب أم أصبت بالرمد؟ وإن كنت مريضا فلا تقترب مني يرحم والديك، وقلت له: لا هذا ولا ذاك، أنا أتدرب على السحابة البركانية فقد عاد خطرها· وعندما سمع مني ذلك انفجر ضاحكا حتى سقط على الأرض، وقال لي وهو في حالة بين الكلام والنهيق: وما دخلك أنت في البركان والسحابة البركانية هل تخاف من تعطل الأسطول الجوي الذي تمتلكه، أم خائف من إلغاء سفرياتك إلى أوربا والماريكان؟ ثم أضاف: البركان في رأسك يا صديقي بحليطو، ومتى خرجت من العتمة حتى تخشى من أن تسقط فيها، فأنت غير معنٍ بالسفر ولم تر بركانا حقيقيا في أرضك التي تحتوي على براكين غامدة لا تنفجر، وراح ينهق من شدة القلق، وسرعان ما نزعت نظارتي وبدأت أشاركه في النهيق·