على الرغم من أن السنة الجامعية لم تنته بعد، وأن الطلبة لا زالوا يمتحنون، وأن الدورة الشمولية على الأبواب للطلبة الذين لم يسعفهم الحظ في النجاح خلال الدورة العادية من السنة الجامعية، إلا أن كل أنظار الطلبة الآن متجهة إلى جنوب إفريقيا، وليس إلى الامتحانات، فالكل يريد أن يفوز المنتخب الوطني في مباراته الأولى أمام المنتخب السلوفيني، مؤكدين أن النجاح مؤجل إلى الدورة الاستدراكية، بينما متابعة مباريات الجزائر لا تؤجل، فالكل اخترع لنفسه داخل الأحياء الجامعية كيفية متابعة المباراة بالطريقة التي يجدها مناسبة· تزامن انطلاق مباريات كأس العالم لسنة 2010 مع فترة الامتحانات الشمولية لطلبة الجامعات، والتي أعاقت وعرقلت تركيزهم، خاصة وأن المنتخب الجزائري عاد مجددا وبعد غياب دام 24 عاما، ليشارك في هذه المباريات التاريخية، وقد أخلط المونديال أوراق الطلبة خاصة المقبلين على الامتحانات الشمولية الذين لم يسعفهم الحظ في النجاح خلال الدورة العادية من أجل التفرغ النهائي لمتابعة المباريات. وعلى الرغم من ذلك، أحدث الطلبة خاصة في الإقامات والأحياء الجامعية جوا مغايرا للقضاء على الروتين وجو الدراسة· تلفاز لمجموعة من الطلبة وهوائي مقعر لمشاهدة مباراة الجزائر هناك العديد من الطلبة القاطنين بالإقامات والأحياء الجامعية من لم يسعفهم الحظ في التنقل إلى مقر سكناهم في ولاياتهم، من أجل مشاهدة مباريات كأس العالم لهذه السنة مع عائلاتهم، وعليه حاول الطلبة الذين التقتهم ''الجزائر نيوز'' خلال جولتها الاستطلاعية التي قادتها إلى بعض الإقامات الجامعية بالعاصمة، وبالضبط الإقامة الجامعية طالب عبد الرحمان ببن عكنون، حاولوا أن يتخطوا متاعب الدراسة، خاصة خلال الأيام الأخيرة، وإيجاد جو ملائم للدراسة من جهة، والاستمتاع بالفرجة مع زملائهم، حيث عمد العديد من الطلبة إلى جلب أجهزة تلفاز إلى غرفهم، والمشاركة مع زملائهم من أجل شراء هوائي مقعر وبطاقة خاصة لمشاهدة المباريات. فالملاحظ سواء من خارج أسوار الإقامة أو داخلها سيلاحظ أن معظم أجنحتها غزتها الهوائيات المقعرة، فالكل يحاول أن يشاهد مباريات الجزائر في جو مناسب خال من التشويش، حسب الطلبة· تلفزيون نادي الإقامة متاح لكل الطلبة لمتابعة مجريات المونديال وعلى الرغم من أن هناك العديد من الطلبة -كما ذكرنا- أبوا إلا أن يشاهدوا المباراة في غرفهم، ألا أن هناك فئة أخرى من الطلبة لم يتمكنوا من جلب تلفاز، ففضّلوا مشاهدة المباراة مع أصدقائهم في نادي الإقامة الجامعية، الذي وفرت إدارة الإقامة تلفازا متاحا للجميع من أجل متابعة المباريات خاصة التي يشارك فيها المنتخب الجزائري الذي غاب عن المونديال لفترة دامت 24 سنة، وقد أكد العديد من الطلبة أن مشاهدة المباراة مع عمال الإقامة والطلبة القاطنين له طابع آخر، يعوضهم غيابهم عن العائلة· أجانب عن الإقامة الجامعية يفضّلون مشاهدة المباراة مع أصدقائهم بالإقامة ومن الغريب أن هناك طلبة لا يمتون بصلة إلى الأحياء الجامعية، وهم طلبة خارجيون، إلا أن مناسبة مثل مباراة الجزائر أمام منتخب سلوفينيا أو مشاركة الجزائر بصفة عامة تستدعي متابعة المباراة مع أصدقائهم، وقد أكد بعض الطلبة الذين وجدناهم عند باب الإقامة، أنهم يقطنون بالقرب من الإقامة ولا يفضّلون مشاهدة المباراة مع عائلاتهم، لأنهم لا يجدون فيها الإثارة والمتعة بقدر ما يشاهدونها مع أصدقائهم بالأحياء الجامعية· الشاشات العملاقة في الإقامات الجامعية للبنات لمتابعة مباريات ''الخضر'' بعد الجولة التي قادتنا إلى بعض الأحياء الجامعية الخاصة بالذكور بالعاصمة، ارتأت ''الجزائر نيوز '' أن تزور بعض الإقامات الجامعية الخاصة بالإناث، ففي الإقامة الجامعية للبنات ببن عكنون، أكدت العديد من قاطنات الحي أنهن يشاهدن مباراة الجزائر في نادي الإقامة، وعبر شاشة عملاقة وفرته إدارة الإقامة للطالبات اللائي لازلن في الحي الجامعي من أجل اجتياز امتحان الدورة الشمولية، خاصة وأن معظم امتحانات الدورة العادية قد انتهت. وأكدت العديد من القاطنات مساندتهن للخضر وأن قلوبهن وعقولهن كلها منصبة نحو المنتخب الوطني وإنجازاته خلال مونديال جنوب إفريقيا. من جانب آخر، ما لفت انتباهنا هو تفضيل العديد من القاطنات البقاء في الأحياء الجامعية على الرغم من أنهن أنهين عامهن الدراسي ونجحن خلال الدورة العادية من أجل متابعة مباريات المنتخب الوطني في المونديال·