اليوم في هذه الدورة الخامسة: أربعة عشر مسرحا داخل المنافسة، أغلب الأعمال التي ستقدمها أنجزها نصا وإخراجا وتمثيلا وسينوغرافيا، ذلك الجيل الذي ينتظر فرصته، والظاهر أنه أخذها''· أمحمد بن قطاف خمس سنوات من رحلة شاقة وممتعة مرت،، أتساءل الآن بعد أكثر من أسبوعين من اختتام فعاليات الطبعة الخامسة: ماذا منحني هذا المهرجان؟ لقد كنت من الملتحقين الأوائل ضمن فريق لجنة التنظيم العليا برعاية أبوية للفنان أمحمد بن قطاف ، الذي منحنيكل الثقة والكثير من الحرية، كمنسق عام للملتقى العلمي·· وكثيرا ما يتجاوز زلاتي وأخطائي التنظيمية لأنه مدرك ثقل العمل، والمسؤولية، بل دعمني نفسيا في لحظات جبلية صعبة سأحفظها له وأوثقها ذات سنة·· أتساءل ببراءة: ماذا منحني المهرجان؟ - لذة مشاهدة واكتشاف الكثير من العروض الجزائرية والعربية والغربية داخل وخارج المنافسة، وبالتأكيد لو كنت خارج المهرجان ما حظيت بهذا الامتياز الذي يحلم به كل مشتغل ومنشغل مثلي بوظيفة النقد المسرحي·· - لذة الالتقاء بقامات مسرحية كبيرة وعظيمة بعضها غادر إلى الدار الأخرى مثل: قاسم محمد ومها صالح والفريد فرج وكوياتي، هذه اللقاءات لو كانت في مكان آخر غير بناية محي الدين بشطارزي لما تشرفت برؤيتها حتى على بعد 20 مترا·· - شرف العمل مع فريق مكون من مختلف الأجيال من فنيين وتقنيين، وإعلاميين وإداريين ورجال مسرح من طراز رفيع، لقد تعلمت الكثير من الأمور التنظيمية مع خلية النحل هذه، وهي فرصة عملية لا يمكنها أن تحدث إلا داخل المهرجان· - شرف الاطلاع والمساهمة في مجلة المهرجان التي ستكون ذاكرة لهذه المغامرة التي سيفتخر بها أحفادي وأبنائي ذات عمر، إنها الشاهدة على الكثير من التحولات والتجارب المسرحية بأقلام شخصيات وقامات إبداعية جزائرية وبالألوان أيضا·· - شرف محاورة ومجالسة الكثير من الباحثين والأكاديميين، الذين تمنيت لقاءهمئحين كنت طالبا بالمعهد الوطني العالي للفنون المسرحية، وهذا من خلال فعاليات المهرجان وأشغال الملتقيات العلمية، وهي فرص من النادر تكرارها، حيث نتبادل من خلالها وجهات النظر واكتشاف الذات المفكرة لمحاولة الوصول والتجاوز، وإعادة النظر في بعض الرؤى والكتابات·· - شرف توثيق أشغال الملتقيات العلمية في كتب لكل طبعات المهرجان وهي من الحالات النادرة جدا التي تحدث في الجزائر والتي التزمت بتحقيقها إدارة المهرجان وبإشراف علمي للأستاذ الباحث إبراهيم نوال ومشاركة فاعلة لصديقي الناقد الرائع: محمد بوكراس· - شرف اللقاءات الهامشية بمقر المحافظة أو مقهى طانطون فيل أو فندق السفير والأوراسي، والسفير مزفران، هذه اللقاءات الفاعلة لخصوصيتها الحميمية، التي تجعلك تكتشف ذاتك الكاتبة وتشاكس صناع العرض المسرحي في الجزائر الخالدة والبلدان العربية وهي أمكنة لها نوستالجيتها و صالحة لممارسة هواية النميمة بامتياز·· - شرف ربط علاقات إيجابية مع الكثير من المسرحيين الجزائريين والعرب، والتي تحولت بمرور الزمن إلى صداقة دائمة وحميمية، نتواصل من خلالها عبر البريد الالكتروني والهاتف ونفتح نوافذ عدة على الحراك المسرحي وأفق النشر في مواقع إلكترونية و ورقية ونتبادل الكتب والمجلات· - جمع علب كثيرة من أرشيف ورقي ورقمي، من المستحيل جمعه خارج دائرة المهرجان ليكون شاهدا على هذه الرحلة التي بدون شك ستؤرخ لمسيرة المسرح الجزائري مهما كان مستواها الفني والتقني·· بعد خمس سنوات من هذه الرحلة الجبلية كبرت مع المهرجان ومنحني المهرجان اسما لمشروع ناقد مسرحي، والظاهر إنني من ذلك الجيل النقدي الجديد الذي انتظر فرصته ''والظاهر أنه أخذها''··