كرة القدم هي إحدى الألعاب التاريخية التي اهتمت بها الشعوب والأمم عبر التاريخ الحديث، فحظيت هذه اللعبة الجماعية بالمزيد من الاهتمام أكثر من غيرها من الألعاب الرياضية، كألعاب كرة السلة والطائرة والريشة والشطرنج ورفع الأثقال وألعاب القوى والجري والألعاب الأولمبية والسيرك وغيرها· وتعتبر كرة القدم في العصر الراهن ملكة الألعاب العالمية، حيث تتسابق أفواج الناس للتفرج على أداء اللاعبين في الملاعب المحلية والإقليمية والعالمية، وتحاول عشرات الدول أن ترفع رأسها عالية بفعل ضربات أقدام أعضاء منتخباتها الوطنية، (ففي أفعال الأقدام ترتفع الرؤوس) ؟؟! كما يقول ويردد البعض العاثر في الحياة العامة· وتمارس الأندية والمدارس والمساجد والكنائس والأحزاب السياسية والمنتخبات الوطنية أحيانا مباريات بكرة القدم، ومباريات رياضية أخرى تقوم على المنافسة البدنية في ألعاب كرة القدم التي ترفه عن النفوس البشرية، وكثرت وتشعبت الفرق الرياضية المهتمة بكرة القدم، كلعبة جماهيرية شعبية، غزت المجتمعات الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية في شتى قارات العالم على السواء، فدمجت الفرق الرياضية واختير الأصلح منها للمنتخب الوطني الرياضي لكرة القدم في كل دولة· وبعد الاهتمام المتزايد والتطور الهائل في بناء الملاعب الرياضية وخاصة المتعلقة بكرة القدم، كان لا بد من منظمة عالمية تجمع المهتمين بكرة القدم، فبادر بعض المهتمين لإنشاء اتحاد عالمي لكرة القدم حمل اسم (الفيفا) وهو الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يضم في صفوفه منتخبات الدول في كرة القدم· تجارة الرق الرياضية الجديدة·· استئجار اللاعبين بكرة القدم تنتشر ظاهرة فريدة من نوعها في العالم تتمثل في انتقال وتبديل مئات اللاعبين الرياضيين بكرة القدم لنواديهم التي ينتمون إليها، مقابل إغراءات مالية، لتحقيق مكاسب كروية وهمية، إعلامية ورياضية وهو ما يطلق عليه البعض تجارة الرياضيين أو (مافيا الرياضة العالمية)· ويخضع مئات اللاعبين الدوليين من الدول الفقيرة، لمزادات مالية كبيرة، من النوادي الرياضية الغنية وخاصة في قارة أوروبا، تعطيهم الجرأة بالانتقال المالي من عالم الفقر لعالم الثراء المرتفع· وتكمن أسباب هذا الانتقال الكروي الرياضي في رغبة نواد رياضية أو منتخبات لكرة القدم كسب نقاط رياضية على غيرها من المنتخبات بشراء بعض اللاعبين المحترفين، ويتم دفع مبالغ مالية باهظة لهم، بصورة شهرية أو دفعة واحدة تقدر بالملايين، حيث يجري استجلابهم كلاعبين أو مدربين لرفع اسم النادي الضعيف عاليا حسب تصور النوادي الثرية ماليا· الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والجوائز الكروية الذهبية السنوية يمتلك الاتحاد الدولي لكرة القدم مليارات الدولارات النقدية والاستثمارية والعقارية، جراء تنظيم المباريات العالمية، وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة· ويلجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لسياسة الثواب والعقاب، فيعاقب الفرق التي لا تلتزم بالقواعد والآداب العامة والقوانين واللوائح التنفيذية المنصوص عليها دوليا· وتوزع الفيفا جوائز سنوية معنوية (شهادات) ومادية على الفائزين، على مستويات الفرق الرياضية والمنتخبات الرياضية الوطنية والإقليمية والقارية، وكذلك جائزة سنوية لأفضل لاعب بكرة القدم في العالم· وقد اختارت الفيفا النجم البرازيلي بيليه أفضل لاعب في القرن العشرين الماضي، وبينما تم إعطاء النجم الأرجنتيني مارادونا جائزة الأنترنت، ويعد البرازيلي رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان (الجزائري الأصل) أصحاب الأرقام القياسية في الحصول على لقب أفضل لاعب في العالم بثلاث مرات· وتوزع الجوائز على أفضل فريق مثالي وجائزة أفضل هدف، واللعب النظيف وغيرها· الاتحاد الدولي لكرة القدم والمباريات النسوية إن المباريات الرياضية العالمية بكرة القدم تتركز على الذكور بصورة أساسية، وهناك بعض النصيب والحظ للإناث للإشتراك في المباريات النسوية - النسوية بإشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، واللاعبات النسويات قليلات الاهتمام بهذه الرياضة العالمية كونها رياضة خشنة، ولا يلائم أجسادهن هذا النوع من الرياضة ويقتصر دور النساء في المونديال العالمي لكرة القدم بين الحين والآخر على التشجيع الميداني والمشاهدة عبر شاشات التلفاز والاستماع عبر الإذاعات والرؤية عبر المطبوعات الملونة التي تنشر هنا وهناك· وقد بدأت بطولة كرة القدم لكأس العالم للنساء عام 1991 ولا زالت تنظم بين الحين والآخر حتى الآن· ماذا تستفيد الدولة المستضيفة للمونديال الرياضي العالمي؟ هناك العديد من الفوائد الجمة التي تستفيد منها الدول المستضيفة للمونديال العالمي (مباريات كأس العالم)، فتصبح العاصمة أو المدينة المستضيفة، وكأنها قرية عالمية، أتت إليها جميع المنتخبات الرياضية من كل فج عميق، ومن أهمها: أولا: تجميع الرياضيين من جميع جنسيات العالم على أراضيها في لقاءات كروية فريدة من نوعها· ثانيا: الترويج الاقتصادي واستهلاك البضائع في الدولة المستضيفة مما يزيد من الإقبال الاقتصادي الاستهلاكي، واكتظاظ وسائل النقل والمواصلات، وإنعاش الأسواق المحلية والترويج السياحي العام· ثالثا: الشهرة الرياضية والسياسية والإعلامية الواسعة وتسخير وسائل الدعاية والإعلام العالمية لنقل الأحداث من أرض الدول المستضيفة، وتمكين المنتخب الوطني من اللعب على أرض بلاده، مما يعطي دفعة قوية للمنتخب الرياضي المحلي، وكذلك تمكين المواطنين من بيع التذاكر لدخول المونديال مع ما تجنيه الدولة من ريع وعائدات مالية مرتفعة· رابعا: تنظيم اللقاءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على أراضي الدولة المستضيفة· خامسا: الترويج الحضاري والثقافي لعادات وتقاليد الدولة المستضيفة· سادسا: تفاعل العادات والتقاليد المحلية مع الثقافات الوافدة من شتى أنحاء العالم· سابعا: الإيحاء الدولي بأن الدولة المستضيفة تمتلك مقومات الاستقرار والطمأنينة والأمن والأمان الاجتماعي والعسكري·