أصيب، أمس، 60شخصا، بينهم 4 أطفال بجروح، في اعتداء إرهابي نفذته منظمة ''إيتا'' الإنفصالية، بمدينة بورغوس، الواقعة على بعد 200 كلومتر شمال العاصمة الإسبانية مدريد، بواسطة شاحنة مفخخة على مقربة من مبنى تسكنه عائلات الحرس الوطني الإسبانية ''لا غوارديا سيفيل''، ويعتبر هذا الإعتداء، الأعنف من نوعه، الذي تشهده إسبانيا خلال هذا العام· وقالت، مصادر أمنية، أن الجماعة الإنفصاليةئ استعملت شاحنة تجارية محملة بنحو 200 كيلوغرام من المتفجرات، دون إشعار مسبق، على خلاف ما دأبت العادة في أغلب الإعتداءات التي نفذتها سابقا، وهو ما يدل، حسب المصادر الأمنية، على أنها حاولت أن توقع ضحايا في صفوف عائلات رجال الحرس الوطني، غير أن العملية لم تخلف سوى جرحى من نساء وأطفال، حالاتهم ليست بالخطيرة، حسب ما كشفت عنه مصالح طبية من مستشفى بورغوس، حيث أصيب معظمهم بشظايا زجاج النوافذ·· فيما شهد المبنى الأمني الذي يضم 14 طابقا، أضرارا بليغة، نتيجة قوة الإنفجار· وفي تصريح له بعين المكان، أشار وزير الداخلية الإسباني، ألفريدو روبالكافا، إلى احتمال أن تكون الشاحنة التي استعملت في تنفيذ هذه العملية قد سرقت من داخل التراب الفرنسي· ولم يستبعد ذات المسؤول تورط منظمة ''إيتا في'' هذا الإعتداء· وقال، خلال ندوة صحفية، أن هذا الإعتداء كان يهدف إلى إيقاع خسائر في الأرواح غير أن ''إيتا'' فشلت في اعتدائها هذا· وكانت مصالح الأمن الإسبانية قد أعلنت حالة تأهب قصوى لمواجهة أي اعتداء قد تنفذه المنظمة الباسكية مع حلول فصل الصيف، بناء على معلومات استقتها من مصالح الأمن الفرنسية التي أبدت اهتماما واسعا، خلال العامين الماضيين، بإجهاض كل العمليات الإرهابية التي تخطط لها منظمة ''إيتا''، حيث تم القبض على عناصر بارزة في صفوف التنظيم بالتراب الفرنسي· وبهذه العملية، تحاول الجماعة الإنفصالية، الخروج عن التقاليد التي اتبعهتها منذ نحو 50 عاما، وذلك بالتخلي عن إشعار مصالح الأمن قبل تنفيذ اعتداءاتها، إضافة إلى ابتعادها عن مناطق الإصطياف وضرب مناطق داخلية ذات طابع سياحي كمدينة بورغوس التي، زيادة على طابعها التجاري والسياحي، تعد من بين أهم المدن العسكرية التي تنتشر بها ثكنات للجيش ورجال الحرس الوطني، كما أن مصالح الأمن عثرت قبل أشهر على مخطط يتضمن هذه المنطقة ضمن أهدافها الإرهابية· ولا تزال الحكومة الإسبانية ترفض الخوض في أي مشروع تفاوض مع الجماعة الباسكية ''إيتا''، في الوقت الذي يؤكد فيه وزير الداخلية أن الحل الوحيد أمام هذا التنظيم هو وضع السلاح والتخلي عن العنف، ويبدو أن الجماعة الإنفصالية تحاول القيام باستعراض أمني في محاولة لإثبات استمرار نشاطها، خاصة بعد إلقاء القبض على نحو 14 عضوا من أبرز أعضائها في الفترة الأخيرة· إسبانيا / مراسل الجزائر نيوز: رفيق زناز