لقد أمضينا شهرا جميلا ونحن نستمتع بالأداء الجميل في كرة القدم التي ميزت يومياتنا خلال هذه الفترة، بالرغم من مرورنا بأوقات عصيبة بسبب بعض التغييرات التي طرأت على حياتنا اليومية· ولأول مرة، وبالرغم من خيبة الأمل التي تركها فينا فريقنا الوطني، إلا أن الناس وجدوا مساحة للاسترخاء والتواصل أنستهم في معظم الأحيان معضلة الأسعار الخيالية التي تلهب أسواقنا، كما أن ''الحرافة'' وضعوا لأنفسهم عطلة للترويح عن أنفسهم قبل أن يعودوا من جديد من أجل خوض تلك المغامرة الدرامية في عرض البحر مباشرة حينما تنطفئ الأضواء· جماهير المناصرين مازالت لحد لآن تبرر أسباب هذه الهزيمة المؤسفة، فهناك من يدين سعدان الذي خسر لقب ''الشيخ''، وهناك من يرى أن الأشياء سارت على ما يرام حتى بعد الإقصاء المبكر للفريق الوطني· لقد كانت هذه الهزيمة خبرا سيئا مسّ بالوعد الذي قطع من أجل تسوية الوضعية المالية للأساتذة، كما مسّ بالوعد الذي يتعلق بإضفاء الصفة القانونية على الأحزاب السياسية، الذي يعتبر مشكلا سياسيا وليس قضية ملف غير كامل، وبالرغم من حجم المعاناة التي نشهدها يوميا عبر الإدارة الجزائرية، لكننا لا نكف عن الحديث عن كرة القدم، وتشجيع المنتخب الجزائري الذي عاد من المنافسة دون أن ينسى ''الشوكة''، وتشجيع بعض مختلف الفرق ومختلف اللاعبين الذين يصنعون الحدث· ومع العودة غير المنطقية التي نومت حتى أصدقاءنا الألمانيين، الذين لا يميلون عادة إلى تصديق مثل هذا النوع من التكهنات، ولكنهم تتبعوا توقعات الأخطبوط الذي لم يخطأ في إعطائه في كل مرة أسماء الفائزين والخاسرين، وهذا يذكرنا بأحد الأطباء في ضواحي ''تبسة'' الذي كان يشفي مرضاه السعداء بتواجده بينهم· صحيح الأخطبوط ''بول'' توقع فوز إسبانيا بكأس العالم، وحتى اللاعبين آمنوا بتوقعات هذا الشيطان الذي تزايدت شعبيته في عالم تلاشى فيه العقل وطغت عليه السذاجة، فأصبح الكل يتسابق إلى أجهزة الاستقبال الرقمية والبطاقات من أجل متابعة مجريات كأس المونديال الذي احتضنته إفريقيا لأول مرة· الرئيس زوما كان سعيدا مثل الطفل بالرغم من غياب نلسون مانديلا عن الحفل، ولكن كل كبار كرة القدم كانوا حاضرين هناك سواء كانوا للمشاهدة أو للتسيير أو كسياح بكل بساطة، فقد كان هناك كلينتون وميركل وزيدان وبلاتيني الذي تألم كثيرا، هؤلاء كانوا ضيوف بلد يتميز بسياسة العمل المستر، وقد كان بلاتير يبتسم ويضحك ويحذر ويحظر كذلك· وزيرة الصحة والرياضة الفرنسية ورئيس نيجيريا تم استصغارهم أمام تهديدات ''الفيفا''، التي في الواقع أقوى بكثير من منظمة الأممالمتحدة من حيث العدد، كما أنها تفرض احترامها بالرغم من كل القضايا الكبيرة والصغيرة· لقد مكنتنا هذه المساهمات خلال هذا المونديال، بطلب من صديقي أحميدة العياشي، من محاولة إعطاء طريقة مغايرة لتقريب هذه المناسبة وربطها مع الألعاب والرهانات السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد استمتعت بذلك مع قراء ''الجزائر نيوز''·