صرح بلقاسم حجاج، أول أمس، بقاعة الموفار، بعد العرض الشرفي للكوميديا الموسيقية ''الساحة''، بأن إنتاج هذا العمل الفني بالمستوى الذي ظهر به كان معجزة بسبب نقص التمويل، مشيرا إلى أن المبلغ الذي استعمل في إنجاز هذا الفيلم المطول و16 حلقة في مسلسل تلفزيوني لا يمثل إلا 10 بالمئة من المبلغ الذي خصص لإنجاز فيلم ''ألبير كامو''، وقد جمع مخرج ''الساحة''، دحمان أوزيد، بين الترفيه الشعبي والرسالة الاجتماعية والسياسية في عمل فني متميز يجمع بين التمثيل والغناء والرقص· قدم، أول أمس، بقاعة الموفار العرض الشرفي لفيلم ''الساحة'' الذي يعتبر أول كوميديا موسيقية جزائرية للمنتج بلقاسم حجاج وإخراج دحمان أوزيد وسيناريو طاهر بوكلة، وقد أكد المخرج بأن الفيلم اعتمد على الكوميديا الخفيفة بهدف إيصال رسائل اجتماعية وسياسية مقتبسة من المشاكل والصعوبات التي يعيشها الشاب الجزائرية يوميا، في محاولة لطي صفحة العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر في فترة التسعينيات ومحاولة إعادة الأمل لشباب اليوم والبدء من جديد، في حين صرح طاهر بوكلة في حديثه عن الفيلم عن رغبته في رفع الرقابة والتنفس من خلال السينما، مشيرا إلى أن الكوميديا الموسيقية، خصوصا الرقص الذي اعتبره تحريرا للجسد وليس كبتا لطاقاته وإبداعاته· وقد جمعت موضوعات فيلم ''الساحة''، الذي حصل عليه التلفزيون الجزائري على شكل مسلسل في 16 حلقة، بين الترفيه الشعبي والرسالة الاجتماعية والسياسية، من خلال الفكاهة والموسيقى التي تخللها إشارة المشاكل الكبرى في الجزائر على غرار تدهور الفضاءات العامة، والمشاكل الديمقراطية، الرشوة والفساد ويأس الشباب، كما تتطرق هذه الكوميديا الموسيقية الأولى من نوعها في الجزائر، إلى العديد من المشاكل التي يعاني منها المجتمع الجزائري عموما والشباب خصوصا في حياتهم اليومية من بيروقراطية وغياب الديمقراطية وأزمة سكن وبطالة وعنوسة مخدرات وهجرة غير شرعية، إلى جانب تسليط الضوء كذلك على نظرة الغرب إلى المجتمعات العربية وكذا وضعية الفن في الجزائر والذي أصبح فقيرا تماما بدخول بعض التقنيات الحديثة التي قضت على التراث والأصالة وكذا ندرة دعم هذا القطاع سواء من طرف الدولة أو من طرف المؤسسات الضخمة، بالإضافة إلى صراع الأجيال ونقص الحوار بين أفراد المجتمع الواحد الذي يتقاسم نفس المشاكل اليومية· وجاءت الإشارة إلى كل هذه المشاكل في طابع فكاهي جسده الفنانون بمختلف اهتماماتهم ومشاكلهم التي جمعتهم حول مكان مشترك، وهو الساحة متنفسهم الوحيد الذي كادوا يخسرونه بعدما أصبح المكان مصدرا للمشاكل بسبب سوء النظافة وانعدام المواطنة، ولكن قرر سكان الحي تنظيم هذا الفضاء، باقتراح مشاريع متنوعة تتمثل في ملعب لكرة القدم أو مركز تجاري أو مساحة خضراء... وغيرها، فلم يكن هناك توافق في الآراء. وفي غضون ذلك، قرر عدد من الانتهازيين الاستيلاء على الفضاء، في حين أن الأغلبية الصامتة ظلت غارقة في الاختلاف، ليقرر شباب الحي الهروب من يومياتهم البائسة حالمين بحياة أفضل مليئة بالحب، والحصول على التأشيرة التي ترفض في كل مرة قبل أن يلجأوا إلى ''الحرفة'' التي لم تتحقق بعد أن تفطنت ضمائرهم وعادوا إلى أحيائهم وساحتهم· أشرف على إنجاز الموسيقى والأغاني كل من سليم عيسى وأمين حمروش ويوسف بوكلة وشيخ سيدي بيمول بمشاركة ورضوان بوحيرد ويوسف قويش وبلال بو مسعود وأمين بومدين... وغيرهم، كما شارك في الفيلم العديد من الوجوه من ممثلين معروفين وآخرين من الهواة في التمثيل والغناء والرقص ممن يملكون الموتهب وتم اختيارهم عشوائيا خلال إنجاز الفيلم·