أخيرا وبعد طول انتظار فتحت أبواب ساحة دحمان أوزيد للجمهور سهرة أمس الأول بقاعة الموڤار وبحضور مدير التلفزيون ووزيرة الثقافة وجمع غفير من الممثلين وعشاق الفن السابع. "الساحة " هي أول كوميديا موسيقية في الجزائر جسدها12 راقصا وراقصة تم اختيارهم من قبل المخرج دحمان أوزيد وكاتب السيناريو سليم عيسى من بين 100مرشح في كاستينغ استغرق أزيد من 4 أشهر بسبب غياب ونقص مدارس الموسيقى والرقص في الجزائر. * هذا وقد مزج العمل بين الممثلين المحترفين والوجوه الشابةالجديدة التي كشفت عن مواهب واعدة، من بينها أمين بومدين الذي أبدع في أداء دور الشاب " كوازاكي " العاشق لكرة القدم وفريق مولودية الجزائر وحبيب عشوش، إيمان مدور، ريم عجال، لاميا بوسكين وإيمان نوال.. * تروي قصة الفيلم حكاية حي شعبي في جزائر 2010، أين صارت الساحة التي ترمز للبلد محط أطماع الانتهازيين والسماسرة الذين يرغبون في تحويلها إلى مركز تجاري طمعا في الربح السريع، وفيما الشباب يبحث عن مخرج لمشاكله اليومية بأحلام الفيزا والحرڤة يغرق الحي والساحة في مشاكلها من سوء النظافة وانعدام المواطنة، يعجز السكان عن الاتفاق على المشروع الذي يجسد فيها من ملعب كرة قدم أو مسرح أو مساحة خضراء، وعبر التضارب في الآراء يطرح العمل مشاكل البلد بلغة حوارية ناقدة، وفي بعض الأحيان لاذعة لواقع الجزائر "التجربة الديمقراطية في الجزائر، واقع المرأة والعلاقات الإنسانية بين النساء والرجال وانحدار سلم القيم ورعاية الثقافة ودور التلفزيون في المجتمع، في حين الأغلبية الصامتة ظلت غارقة في الاختلاف. بينما الشباب يركضون وراء أحلام الهجرة والبحث عن الأفضل خارج الحدود. * قدم دحمان أوزيد توليفة موسيقية في ساحة جزائرية بامتياز، مزج فيها التراث الغنائي والموسيقى الجزائري بالإيقاعات العصرية التي كانت جسرا مده طاقم العمل بين التراث الشعبي والواقع السياسي والاجتماعي للجزائر المعاصرة لنقل رسائل ترمي إلى تغيير وتصحيح الأشياء، وقد أكد المخرج على هامس العرض أنه أراد تقديم ساحة جزائرية لها علاقة بالأسرة وتقاليد المجتمع الجزائري بعيدا عن التقليد وصناعة الآخر، مؤكدا أن "الفيلم الذي لا أشاهده مع عائلتي ليس من اختصاصي " * وبشأن المشاكل التمويلية التي عرفها العمل الذي كان مقررا أن يعرض في تظاهرة 2007، قال منتج الفيلم بلقاسم حجاج أن صندوق الدعم بالوزارة قدم 25 مليون دينار أضيفت لها 80 مليون دينار التي قدمها التلفزيون لإنتاج سلسلة من 18 حلقة، ستبث لاحقا لتصل التكلفة الإجمالية للسلسة والفيلم إلى أكثر من100 مليون دينار، وأضاف حجاج أنها ميزانية غير كافية لهذا النوع من الأعمال التي لا تقل ميزانيتها عن الضعف، وهي لا تمثل أكثر من 32 في المائة من ميزانية "عطر الجزائر".