تظاهر مئات الباكستانيين من ضحايا الفيضانات في إقليمي السند والبنجاب احتجاجا على تأخر الحكومة في إيصال المساعدات إلى مناطقهم المنكوبة، وسط تواصل التحذيرات من وقوع كارثة إنسانية محدقة بسبب نقص الغذاء وتفشي الأوبئة·وسدّ متظاهرون غاضبون عددا من الطرق المرورية وأحرقوا القش في بلدة سوكور - إحدى البلدات الرئيسية في إقليم السند الجنوبي- إحتجاجا على عدم وصول المساعدات إلى المزارعين الذين أجلوا من قراهم· وكان مئات القرويين قد تظاهروا في إقليم البنجاب الذي يعد كذلك من أكبر المناطق المتضررة، وأحرقوا إطارات العجلات مرددين هتافات ضد الحكومة· وتتعرض الحكومة الباكستانية لانتقادات شديدة بسبب طريقة تعاطيها مع الفيضانات، إذ اعتبر البعض تدخلها غير كاف، مما فتح المجال أمام الجماعات المتشددة لتقديم المعونة لضحايا الفيضانات وهو ما قد يكسبها مؤيدين· وتشهد باكستان فيضانات عارمة مستمرة منذ ثلاثة أسابيع وصفت بأنها الأسوأ في تاريخ البلاد، وخلفت حتى الآن نحو 1600 قتيل و20 مليون متضرر، إضافة إلى تدمير المحاصيل والبنية التحتية· ويرى أغلب المراقبين أن المساعدات المقدمة تظل دون الحد الأدنى نظرا لاتساع رقعة المناطق المنكوبة، وتباطؤ المجموعة الدولية في تقديم الدعم· وقالت المديرة المحلية لمؤسسة ''أوكسفام'' للإغاثة نيفا خان أن ''الوضع يتفاقم بسرعة مخيفة، وأن هناك مجتمعات بأكملها في حاجة ماسة للمساعدة، لكن الموارد المتاحة تغطي فقط جزء ضئيلا''· وقالت منظمة الأممالمتحدة أن باكستان تلقت فقط ربع المبلغ المخصص لأعمال الإغاثة الأولية والمقدر ب459 مليون دولار، وهو ما يؤكد تأخر المجتمع الدولي في إرسال المساعدات، خاصة أن الولاياتالمتحدة قدمت خلال السنة الماضية مليار دولار لإسلام آباد لمحاربة المتشددين· كما تعهد البنك الدولي بتخصيص مبلغ 900 مليون دولار لمساعدة باكستان، لكنه لم يحدد فترة دفع هذا المبلغ، وما إذا كان يعمل على إيجاد مصادر جديدة للتمويل، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تسريع إرسال المساعدات الدولية· في هذه الأثناء تتواصل التحذيرات من خطر تفشي الأوبئة في مخيمات المنكوبين بسبب نقص الغذاء ومياه الشرب النظيفة وانعدام الأدوية والرعاية الصحية· وقد أعلنت الأممالمتحدة ظهور أول حالة إصابة بالكوليرا، وحذرت من موجة وفيات ثانية بين نحو ستة ملايين شخص بينهم 5,3 ملايين طفل لا يزالون بحاجة إلى الغذاء والمأوى ومياه الشرب والدواء· وقالت منظمة الصحة العالمية أنها تستعد لإغاثة نحو 140 ألف شخص في حال تفشي وباء الكوليرا، رغم عدم تأكيد السلطات الباكستانية ظهور أي حالة· يذكر أن المحللين حذروا من الآثار البعيدة المدى لهذه الفيضانات على اقتصاد باكستان، وتوقعوا أن يتباطأ النمو بنقطة واحدة على الأقل.