وقال بحليطو·· وجدت جدتي في الصباح الباكر وهي غارقة في كومة من الصحف واليوميات على غير عادتها، وهي التي لم تؤمن يوما بصحة ما يكتبه الجرنان·· فقلت لا أصدق عيني·· جدتي تهتم بالسياسة؟ قالت ومن قال لك بأنني أهتم بالسياسة؟ قلت أراك تحملين جرائد ومجلات وتبدو عيناك تلتهم تلك الأوراق التهاما ؟ قالت روّق يا بحليطو·· أنا أطلع على الإعلانات والإشهار والعروض الخاصة بالمواد واسعة الاستهلاك·· قلت ومنذ متى تتابعين ذلك؟ قالت إنها الأولى والأخيرة يا بحليطو·· قلت ولماذا؟·· قالت حتى في الإشهار يكذبون·· قلت كيف ذلك·· قالت·· هل يعقل أن يُخفض صاحب الزيت بدينار ودينارين ويخفض صاحب الماء بدينار أو دينارين وصاحب الجبن بدينار أو دينارين··· قلت والقصد؟ قالت أريد أن أنجز حملة تبرعات بالدينار الرمزي لهؤلاء أصحاب المجبنات والمعصرات والينابيع·· إنهم مساكين يا بحليطو··