إشتركت كل من تشاد وموريتانيا في مهام مشبوهة وتحالف غير طبيعي مع فرع الصحراء لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من خلال الرضوخ لمطالب الدول الغربية، فبعدما رضخت مالي للضغوط الفرنسية من أجل الإفراج عن عميلها كامات مقابل دفع فدية، جاء الدور على موريتانيا التي سلمت المدعو عمر الصحراوي، المتهم الرئيسي بخطف الإسباني، إلى بلده مالي ثم قامت تشاد بالإفراج عن مهرب نيجيري يعتبر من أباطرة تهريب الأسلحة في منطقة صحراء الساحل، كل هذا في وقت قام فيه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بالإفراج عن الإسبانيين المحتجزين لديها منذ 29 نوفمبر .2009 أفادت مصادر مطلعة ل ''الجزائر نيوز'' بأن السلطات التشادية أفرجت قبل ثلاثة أيام عن مهرب أسلحة نيجيري، معروف بالمنطقة، ومزود ما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بمختلف أنواع الأسلحة، وبذلك ترضخ تشاد لمطالب الإسبان، ومن ثم لمطالب المجموعة الإرهابية النشطة بصحراء الساحل، وتنظم إلى موريتانيا التي أقدمت قبل ثلاثة أيام أيضا على تسليم عمر ولد سيد أحمد المعروف ب ''عمر الصحراوي'' إلى مالي· وتخرج عملية إطلاق سراح الرهينتين الإسبانيين مرحلة الخطر بعد تسليمهما من قبل زعيم كتيبة الملثمين مختار بلمختار المعروف ب ''لعور'' للوسيط مصطفى الإمام الشافعي مستشار الرئيس البوركينابي ابليز كامباوري، وتسلمت القاعدة في المقابل عمر الصحراوي ومهرب أسلحة نيجيري معروف في المنطقة. وكان الإسبانيان المحرران ''روكي باسكوال'' و''آلبير فيلالتا''، قد اختطفا رفقة ''أليثا غاميز''، التي أطلق المختطفون سراحها شهر مارس الماضي، بعد أربعة أشهر من الحجز في معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال المالي· الثلاثة تابعون ل ''برشلونة آكسيوه صوليداريا''، كانوا ضمن قافلة إنسانية تنظمها بلدية برشلونة للعام التاسع على التوالي، حيث تمت عملية اختطافهم مساء الأحد 29 نوفمبر 2009 على بعد 165 كلم من نواكشوط، بعد قيامهم بتوزيع مساعدات طبية وسيارات إسعاف على بلديات نواذيبو والتجمعات السكنية المجاورة· وقد اعتبرت عملية إطلاق سراح ''الصحراوي'' بمثابة تمهيد لإتمام مالي لصفقة تبادل لإنقاذ الإسبانيين المحتجزين لدى ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي شمال مالي، وتم تسليم عمر ولد سيد أحمد المعروف ب ''عمر الصحراوي'' لبلاده بموجب مذكرة قضائية تطالب فيها مالي بتسليمه لإتمام عقوبته في بلده ''عملاً بمقتضيات الاتفاقية الأمنية والقضائية بين البلدين وأن ترحيله تم براً ووصل بالفعل إلى مالي، حيث تسلمه الأمن في هذا البلد المجاور لموريتانيا. غير أن تسليم ''الصحراوي'' للسلطات المالية يخفي أكثر من شيء، خاصة وأن مالي لا تلتزم بالإتفاقيات الأمنية مع جيرانها، بدليل قيامهما بإطلاق سراح إرهابيين مقابل إطلاق العميل الفرنسي جيرمانو، ما أدى بالجزائر إلى سحب سفيرها بباماكو ثم أعادته مؤخرا، غير أن إطلاق سراح ''الصحراوي'' يأتي تمهيداً لصفقة قد تقود إلى تحرير الرهينتين الإسبانيين المحتجزين لدى تنظيم القاعدة في الصحراء. ويعتبر هذا الأمر بمثابة رضوخ لمطالب الإرهابيين، يعكر العلاقات بين بلدان صحراء الساحل.