أثار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد غضب الوفد الأمريكي وعدة وفود أوروبية ودفعها للانسحاب من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أثناء إلقائه كلمته مساء الخميس، بعد إشارته لاحتمال ضلوع دوائر في الحكومة الأمريكية في هجمات ال11 سبتمبر .2001 ففي كلمته أمام الدورة ال65 للجمعية العامة، طرح نجاد عدة وجهات نظر عن الهجمات، وقال إن فرضية أن القاعدة وراء تلك الهجمات تبناها بشكل واسع المسؤولون في الحكومة الأمريكية، وهي طرح أقل تأييدا· وأضاف أن وجهة النظر الأكثر قبولا تقول إن ''هناك بعض الدوائر داخل الإدارة الأمريكية نظمت الهجوم لوقف تدهور الاقتصاد الأمريكي، وللسيطرة على الشرق الأوسط من أجل إنقاذ النظام الصهيوني''· وقال إن هذه النظرية يؤمن بها ''غالبية المواطنين الأمريكيين ومعظم الأمم والسياسيين حول العالم''، داعيا الأممالمتحدة إلى تأسيس ''مجموعة مستقلة لتحري الحقائق'' للبحث في وقائع تلك الهجمات التي قتل فيها نحو 3000 شخص· كما أشار الرئيس الإيراني إلى وجهة نظر ثالثة يرى أصحابها أن مجموعات إرهابية قامت بالعملية، لكن الحكومة الأمريكية دعمت الموقف واستغلته لصالحها، معتبرا أن هذا الطرح أقل تأييدا من سابقيه· وخرج مسؤولان أمريكيان كانا يحضران الخطاب احتجاجا على تصريحات نجاد تبعتهما على الفور وفود الدول الغربية· وانتقدت الولاياتالمتحدة تصريحات نجاد ووصفتها بأنها ''مقيتة ومجرد أوهام''، وقال المتحدث باسم البعثة الأمريكية في الأممالمتحدة مارك كورنبلاو ''بدلا من أن يمثل تطلعات الشعب الإيراني ونواياه الحسنة، اختار أحمدي نجاد مرة أخرى نشر نظريات المؤامرة الخسيسة والعبارات المعادية للسامية التي هي مقيتة ومجرد أوهام بقدر ما هي متوقعة''· كما انتقد بي جي كراولي، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ما قاله نجاد، وقال ، إن مسألة قيام تنظيم القاعدة بتنفيذ هجمات سبتمبر حقيقة لا تقبل الجدل· وأضاف أن إيران هي الدولة الأولى الراعية للإرهاب في الشرق الأوسط، حسب تعبيره· من جانبه، انتقد وزير الخارجية الكندي تصريحات الرئيس الإيراني وقال إنها غير مقبولة، في حين اعتبر دبلوماسي فرنسي أنها تشكل ''إهانة للجمعية العامة وللحقيقة''· في الوقت نفسه، تضمنت كلمة الرئيس الإيراني انتقادات لإسرائيل حيث قال إن ''الصهاينة ارتكبوا أفظع الجرائم ضد شعوب عزل في حروب ضد لبنان و(قطاع) غزة''· وأضاف ''لقد هاجم النظام الصهيوني أسطول الحرية في تحد سافر لكافة الأعراف الدولية وقتل المدنيين''، في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي على سفينة تركية كانت تشارك في أسطول ينقل المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر في ماي الماضي، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص· وتطرق أحمدي نجاد إلى الأزمة النووية بين بلاده والدول الغربية، حيث دان ''بعض'' الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لاحتكارها الطاقة النووية، وقال إن هذه الدول تنتقد إيران في الوقت الذي تواصل فيه تلك الدول الإبقاء على ترسانتها النووية وتوسيعها وتطويرها· ولم يتطرق الرئيس الإيراني لتفاصيل الخلاف مع الدول الغربية بسبب البرنامج النووي الإيراني، لكنه دعا إلى إعلان 2011 عاما لنزع الأسلحة النووية، وقال إن ''الطاقة النووية هي للجميع والأسلحة النووية ليست لأحد''· وكانت نيويورك شهدت تظاهر نحو ألفي إيراني يحملون الجنسية الأمريكية احتجاجا على مشاركة الرئيس الإيراني في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة· ونظم الاحتجاج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وذلك بالتزامن مع احتجاجات منفصلة نظمتها منظمات أخرى، حيث أعرب المحتجون عن دعمهم لرئيسة مجلس المقاومة مريم رجوي، ورفعوا صورا لها· يشار إلى أن أعمال الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة بدأت الخميس في نيويورك بخطب ألقاها الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس التركي عبد الله غل، وعدد آخر من قادة الدول·