كما كان متوقعا فقد انسحب ممثلو الدول الغربية، على رأسهم الولاياتالمتحدة من قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك على خلفية الكلمة التي ألقاها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، منتقدا فيها سياسة البيت الأبيض وكذا السياسات الغربية التي لا طالما تماشت والسياسة الإسرائيلية، من خلال تورطهم في الحرب العراقية والأفغانية وكذا التدخل في الانتخابات الإيرانية الأخيرة. فيما هاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بنيامين نتنياهو، الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على إنكاره المحرقة اليهودية، منتقدا الأممالمتحدة لسماحها له بالقاء الكلمة خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة والستين للجمعية العامة. في كلمته التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد انتقادا لاذعا لإسرائيل، متهما إياها بالممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية في حق الفلسطينيين، لا سيما خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة ، الذي استخدم فيها الجيش الاسرائيلي آليات عسكرية متطورة وأسلحة محظورة دوليا، ضد مدنيين عزل محاصرين من كل جانب، إذ كانت نتيجة هذا العدوان المئات من الشهداء معظمهم من النساء والأطفال ناهيك عن تدمير البنى التحتية للقطاع تدميرا كليا، حيث قال نجاد في هذا الصدد "كيف يمكن للمرء أن يتصور أن السياسات غير الإنسانية في فلسطين يمكن أن تستمر، وكيف يتأتى لجرائم المحتلين في حق النساء والأطفال العزل وتدمير منازلهم ومزارعهم ومستشفياتهم ومدارسهم أن تلقى مساندة مطلقة من قبل حكومات معينة". وتابع الرئيس الإيراني حديثه ، بأن الوقت قد حان للعالم كي يرد على هذه الأوضاع، موضحا أنه من غير المقبول أن تسيطر أقلية صغيرة على سياسات العالم واقتصاده وثقافته، مؤكدا أن الحاجة أصبحت ماسة لإجراء تغييرات جذرية في السياسات الحالية التي تسود العالم ، حيث تطرق إلى قوات الحلف التي تترأسها الولاياتالمتحدة المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط ، لنشر الحرب والعدوان والإرهاب في المنطقة بأسرها، لا سيما في العراق وأفغانستان. للحفاظ على مصالحها في المنطقة . تحت مظلة نشر الديموقراطية في هذه الدول و غيرها من المسميات الأخرى . مشيرا في نفس الوقت إلى الدول الغربية التي انتقدت الانتخابات الإيرانية قائلا، "إن الوقت قد حان لوضع حد لأولئك الذين هم أول من ينتهك المبادئ الأساسية للديمقراطية". وهي الانتخابات التي كادت تعصف بالبلاد والتي وصفت الأقوى من نوعها منذ الثورة الإيرانية ، بسبب المظاهرات العارمة التي نادى بها الموسوي المرشح الخاسر في الانتخابات الإيرانية الأخيرة و المدعوم من طرف الغرب . وفي رد الفعل الإسرائيلي على كلمة نجاد التي ألقاها في مبنى الجمعية ، أشاد نتنياهو خلال حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بزعماء الدول الغربية الذين قاطعوا خطاب نجاد والذين لا طالما وافقوا السياسة التعسفية الإسرائلية ، موبخا الأممالمتحدة كونها سمحت للرئيس الإيراني بالقاء كلمته ، وهي الكلمة التي فضحت السياسة الإسرائيلية أمام الدول المشاركة في الجمعية ، الأمر الذي أثار غضب نتنياهو خاصة ، عنما كرر نجاد رفضه الاعتراف بوجود محرقة ، هذه الأخيرة التي قال بشأنها نتنياهو إن الأممالمتحدة تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية وإبادة اليهود، بهدف منع هذه الجرائم من جديد، متناسيا المحرقة الجديدة التي أرتكبت في حق المدنيين الفلسطينيينبغزة التي قضت على الأخضر و اليابس .تحت ذريعة " حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها "