اجتماع السلفية للقتال غاب عنه درودكال علمت "الشروق" من مصادر متطابقة، أن المدعو "عبد المالك درودكال"، أمير التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال". * * تخفيف عناصر "السرايا" الإجرامية وتفعيل عمل "كتيبة أكفادو" * * كلف خلال الأيام القليلة الماضية أحد العناصر المقربة منه بإعادة هيكلة وترتيب الكتائب الناشطة على مستوى مناطق ولاية تيزي وزو، وتنصيب بعض الأسماء التي تبرز من ضمن أخطر وأقدم العناصر الإرهابية الناشطة على مستوى الولاية. * وحسب المعلومات المتوفرة، فإنه على الرغم من غيابه عن المنطقة بسبب الطوق الأمني الذي تضربه مصالح الأمن، فقد كلف مبعوثه الشخصي إلى المنطقة بضرورة التعجيل بإعادة بناء وتنظيم البيت على مستوى ولاية تيزي وزو، في أقرب وقت ممكن، وفق خطة جديدة تسهل حركة أغلب الكتائب الإرهابية، وتسهيل عملية الاتصال والربط فيما بينها. * هذه الخطة الجديدة، حسب شهادات حديثة لتائبين، وكذا معلومات أدلت بها بعض العناصر الإرهابية التي ألقي عليها القبض من طرف مصالح الأمن، تقتصر في صلبها على تخفيف عدد العناصر الناشطة في مختلف السرايا التابعة للكتائب الناشطة بالمنطقة إلى أقل من 10 عناصر في كل سرية إجرامية، من أجل تسهيل حركتها قصد خلق البلبلة، وتشتيت الضربات على أصعدة مختلفة من تراب الولاية، لإيهام الرأي العام بأن التنظيم قوي وموزع على جميع أطراف الولاية. * وإلى جانب هذه الخطة، تضيف نفس المصادر أنه من بين البنود الرئيسية للخطة الميدانية الجديدة لعمل التنظيم على مستوى تراب تيزي وزو، تبرز فكرة إعادة تفعيل عمل "كتيبة آكفادو" التي كانت تنشط بها عناصر "الجماعة السلفية" وتركز عليها خصيصا في تجنيد العناصر المسلحة الجديدة بهدف إعدادها للعمل الإرهابي منذ مطلع التسعينات، وما يؤكد ذلك هو تنصيب المدعو "ب.بوعلام" المكنى "خالد الميغ" على رأسها، وحسب بعض المراقبين فإن السر وراء إعادة تفعيل عمل "كتيبة أكفادو" تحديدا مكان "كتيبة بوخالفة" يعود إلى النقص العددي، والنزيف الحاد الذي تلقاه التنظيم بهذه الولاية، إلى جانب أن "كتيبة أكفادو" تنشط عناصرها على امتداد محور غابي شاسع يمتد تقريبا على كل الناحية الشرقية للولاية، امتدادا من غابات تيڤزيرت، أزفون، تامقوت، أقرو وإيعكوران، وإلى غاية غابات زكري الفاصلة مع غابات بني كسيلة وولاية بجاية. * هذا التفعيل الجديد "لكتيبة أكفادو" يخفي استراتيجية جديدة للتنظيم الإرهابي، تتبلور رؤياها إلى إعادة شحن صفوفها بالمجندين الجدد وتحويلهم إليها من أجل تجنيدهم في هذا المحور الغابي الشاسع، ومن أجل سد الخلل والنقص الفادح الناجم عن تمكن مختلف مصالح الأمن المتواجدة بتراب الولاية، وفي غضون أشهر قليلة، من القضاء على العديد من الرؤوس القيادية و"الأمراء المهمين"، أمثال "سعداوي عبد الحميد"، "سفيان فصيلة"، "بوعزون ندير"، المدعو "شعيب" و"موسى كرار"، إلى جانب العديد من العناصر الإرهابية الأخرى التي التحقت بالتنظيم في الفترات القليلة الماضية. وقد وصل العدد بين هذه القيادات والعناصر الأخرى منذ منتصف السنة الماضية حسب الأرقام المتوفرة إلى أزيد من 75 عنصرا. * وحسب ما أفادتنا به نفس المصادر، فإنه من بين البنود العريضة للخريطة الجديدة لتوزيع مختلف كتائب التنظيم الإجرامي بولاية تيزي وزو، والتي لا يزيد عددها عن أربع كتائب، خريطة حملها المبعوث الخاص للمدعو عبد المالك درودكال وكشف عنها على مستوى المؤتمر التنظيمي الذي عقد بحر الشهر الجاري على مستوى المكان المسمى "إيزانزان" المتواجد بنواحي الغابات الفاصلة بين آث يني وعين الحمام وواسيف. * وتشير الأنباء إلى أن المبعوث الشخصي لدرودكال توصل إلى عقد الاجتماع وجمع عدد من العناصر حوله لتنصيب أربع قيادات جديدة للكتائب الأربع التي ستواصل النشاط الإرهابي بالولاية. هذه الكتائب على غرار "كتيبة أكفادو" التي سبق الحديث عنها، هي كل من كتيبة "النور" التي تنشط على مستوى المحور الغابي الرابط بين كل من مقلع وعين الحمام وبني يني وواسيف، ونصب على رأسها المدعو "صحاري مخلوف"، المسمى "أبو حذيفة أبو مريم "، وهو حسب المعلومات المتوفرة من بين أقدم العناصر الناشطة على مستوى ولاية تيزي وزو، ومن بين العناصر التي التحقت بتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أواسط التسعينات. إلى جانب هذا، تأتي كتيبة "الأنصار" التي تنشط عناصرها على مستوى المحور الغابي الرابط بين كل من ذراع الميزان، بوغني، سيدي علي بوناب، تادمايت وإلى غاية غابات معاتقة، وقد نصب مبعوث درودكال على رأس هذه الكتيبة المدعو "مسرور مراد"، قيل أنه في الخامسة والثلاثين من العمر وينحدر من نواحي العاصمة. * وفي الأخير، وفي ختام الاستراتيجية الجديدة للعمل الإرهابي بالمنطقة، تأتي الكتيبة الرابعة، وهي كتيبة "الفاروق" التي تشير معلومات إلى أن أحدا يدعى "يوسف" كان على رأسها، ومن غير المستبعد أن يكون هو نفسه القائم حاليا على تسيير شؤونها وإمارتها.