فجّر فؤاد شحاط، مدير عام المعهد الوطني للبحث الزراعي، قنبلة في وجه الحكومة بعد وصفه لكل أحاديث المسؤولين السياسيين عن إمكانية تحقيق الجزائر اكتفاء ذاتيا غذائيا بالخرافة والأسطورة· من موقعه مديرا عاما لمؤسسة تعتبر البارومتر الرئيسي لتأكيد أو نفي تحقيق الجزائر للاكتفاء الذاتي غذائيا، من خلال الميدان الفلاحي، يُعتبر قول هذا الأخير عن الاكتفاء الذاتي في البلاد بأنه ''كلام خرافي وأسطورة''، كلام ثقيل الوقع للغاية على حكومة تنفذ برنامجا رئاسيا مقداره 150 مليار دولار، فهو على الأقل مكذبا لتصريحات كثير من المسؤولين على رأسهم وزير الفلاحة، رشيد بن عيسى، الذي لم يستبعد تحقيق اكتفاء ذاتي غذائي مباشرة بعد تحقيق الفلاحين الموسم الماضي إنتاجا مرتفعا لم يتم تحقيقه منذ الاستقلال في مادة القمح، مما قلص فاتورة استيراد هذا المنتوج بشكل قارب الصفر· أكثر من ذلك، فقد ذهب عدد من المسؤولين في القطاع إلى تأكيد الوصول إلى هذا المستوى، وهو الأمل الذي جدده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من خلال توجيهاته للوزير بن عيسى خلال جلسات العمل والتقييم الموسمية في رمضان، حيث من بين ما تضمنه بيان الجلسة، العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي والمحافظة على وتيرة الإنتاج· أكثر من ذلك، برّر مدير عام معهد البحث الزراعي موقفه بأن المياه الموجودة في الجزائر لا تكفي لتحقيق الاكتفاء الذاتي ''حتى في إنتاج السكر الذي نحتاج إلى كمية تعادل مليون ونصف طن خلال ال 20 سنة قادمة والجزائر لا تنتج الشمندر كفاية ولا قصب السكر، بل كل ما تستطيع تغطيته المياه في الجزائر موجه لإنتاج القمح والبطاطا''· وأضاف شحاط أن ''الحديث عن تحقيق اكتفاء ذاتي في الجزائر عبارة عن أسطورة حقيقية، فقد سبق وأن حاولنا واستعملنا كل الطرق الممكنة والمتاحة في حدود ما تملك الجزائر ولم تأت بنتيجة''، قبل أن يزيد على هذا الكلام ''الأجدر أن نقول يجب المحافظة على معدل جيد في الميزان التجاري الزراعي ووضع التوافق بين ما يتم إنتاجه واستيراده''· واعتبر فؤاد شحاط الفلاحين أكثر تقدما من الوصاية أو إدارتها بقوله ''الفلاحون أكثر تقدما على المعاهد أو مراكز البحث والتجريب، فهم يجربون العديد من التقنيات الجديدة المتطورة حتى قبل أن نجربها نحن، لذا المطلوب هو عصرنة القطاع وإتاحة الفرصة للفلاحين باعتماد تقنيات جديدة بتعميمها عليهم وتأطيرهم بشكل أكبر بتوجيه من الباحثين''· هذا، وأوضح شحاط أن الأزمة الغذائية في الجزائر لا تزال قائمة بمسبباتها ''إلا أن حدتها ضئيلة مقارنة بتلك التي عاشتها الجزائر في .''2008