كلمة أولى عن مشاركتكم في مهرجان الجزائر الدولي للمسرح؟ أعتقد أن هذه المهرجانات والتظاهرات لها هدف واحد و هي الالتقاء وتبادل الخبرات، وفي الحقيقة المشاركة في مهرجان الجزائر كانت تجربة جميلة جدا، لكن أريد فقط أن أضيف شيئا واحدا هو أن المسرح فن ومهنة كغيرها من المهن الأخرى، إذا أراد الواحد أن يدخل إلى المسرح فيجب أن يحترم هيبته ووقاره، فلا يمكن لنا أن نسمح لأنفسنا مثلا أن نقوم ببعض التصرفات التي تفقد الممثلين تركيزهم، بل حتى هي قلة احترام الممثلين والمسرح بشكل عام، فإذا أراد أحد الحديث في الهاتف النقال أو مع الأصدقاء بكل حرية، فهناك أمكنة أخرى يمكن لنا أن نقوم فيها بذلك بعيدا عن قاعة العرض. هل العرض المقدم اليوم، هو آخر أعمالكم المسرحية؟ الإنتاج الأخير لنا هي مسرحية بعنوان ''180 درجة'' وهي المسرحية التي قدمناها اليوم على ركح المسرح الوطني الجزائري، وهي النوع الأنسب من المسرحيات في مختلف المهرجانات الدولية بالنظر إلى العدد القليل من الممثلين والفريق التقني الذي يشتغل عليه، كما أنها مقدمة باللغة العامية المغربية والتي يمكن لها أن تنقل بعضا من الثقافة المغربية إلى الجزائر رغم التقارب الموجود بين الثقافتين، لكن تلك الاختلافات البسيطة يمكن للثقافة أن تنقلها معها أين حلت وارتحلت. كيف تنظرون للتجربة العربية مع التجارب الغربية الأخرى التي مرت على الركح؟ في الحقيقة أنا لست موافقا أبدا ولا أؤمن بهذا التقسيم، فلا يمكن لي أن أقول أن هذه المسرحية التي قدمتها اليوم تمثل المسرح المغربي، سواء كانت في القمة وأبهرت الجمهور، أو لم تكن في المستوى المطلوب، وهذا نفسه ينطبق على كل المسرحيات التي قدمت اليوم، حتى هذا لا أعتقد أن له أساس من الصحة، فحتى في البلد الواحد تجد عدة مسارح من مختلف المدارس والتوجهات، لذا لا يمكن أن نحكم على المسرح في دولة معينة من خلال مسرحية فرقة وحيدة، فكل مسرحية تمثل مشروع مجموعة واحدة، فهذه التقسيمات هي التي تبعدنا عن الأهم والمهم في مهنة المسرح، فإذا أخذنا مثلا ''فضل الجعيد'' في تونس لا أحد يمكن أن يقدم مسرحا كما يقدمه هو هل نعتبر مسرحه هو المسرح التونسي أو مسرح ''الجبالي'' التونسي الذي لا يمت أبدا بعلاقة لمسرح ''الجعيد''، ونفس الشيء للمغرب مثلا، أنعتبر مسرح ''سهام الضعيف'' هو المسرح المغربي الذي يختلف عن كل ما يقدم في المغرب أو المسارح الأخرى؟ أنا خصيصا أعتبر نفسي أقدم مسرحا أمثل به المملكة المغربية، لكن لا يمثل المسرح المغربي، هذا التقسيم الذي لا أؤمن به أصلا.