قال الرئيس المدير العام للديوان الوطني للسياحة إن الجزائر استقبلت خلال سنة 2009 حوالي 2 مليون سائح، موضحا أن أغلبهم جزائريون مقيمون بالمهجر بنسبة تقدر ب 65.69 بالمائة، وهو ما يعادل حوالي مليون ونصف المليون سائح جزائري مغترب عائد إلى أرض الوطن· أما فيما يخص الإستراتيجية التسويقية السياحية، قال مدير الديوان الوطني للسياحة أحمد بوشجيرة، إن الديوان قد سطر إستراتيجية تمتد إلى غاية ,2025 الشطر الأول منها يمتد إلى 2015 وتتركز على ثلاثة أصناف من السياح المستهدفين، الأول يتمثل في السياح التقليديين الذين يتمثلون أساسا في سياح من فرنسا، ألمانيا وأوروبا عموما، النوع الثاني هو السوق الآسيوية التي يجب التركيز عليها هي الأخرى، أما السوق الثالثة لاستقطاب السياح هي الوجهة البعيدة أو أمريكا الشمالية خاصة كندا· وقال إن أولى الإجراءات تتمثل في ضبط سياسة اتصالية تقوم على الاتصال الافتراضي بالزبون عن طريق وضع موقع أنترنت، إضافة إلى إعادة تكوين موظفي القطاع العمومي في فنيات التعامل مع السياح، وهو المشكل الأكبر، كما قال المدير العام، الذي يواجه وزارة السياحة· من جهة أخرى، اعتبر حساس رشيد مدير الأيام التحسيسية على التسويق السياحي التي تجري فعالياتها على مدار يومي 7 و 8 من الشهر الجاري، أن الجزائر تفتقد تماما لسياسة التسويق السياحي، وأول ما تفتقد إليه الهياكل السياحية هو سوء المعاملة من قبل الموظفين للسياح وزبائنهم، مؤكدا في ذات السياق أن الوزارة الوصية هي الأخرى تفتقد لسياسة اتصالية تبين من خلالها القيمة الحقيقية للسياحة في الجزائر· الخبير التسويقي جون فرنسوا شميدت: المسؤولون أرعبوا السياح أكثر مما أرعبهم الإعلام الأجنبي كشف الخبير في شؤون التسويق السياحي الفرنسي جون فرنسوا شميدت في دردشة مع ''الجزائر نيوز''، أن المشكل الأساسي في الجزائر هو كيفية الاتصال مع الطرف الآخر خاصة مع السياح، حيث اعتبر ضمنيا أن المسؤولين الجزائريين يجهلون الطريقة المثلى لاستمالة السياح الأجانب وإبقائهم أو حثهم على زيارة المناطق السياحية في الجزائر· وأعطى المتحدث مقارنة بسيطة بين الوضع في مصر والجزائر، حيث قال إن المصريين يتخبطون في نفس المشاكل التي تعاني منها الجزائر، لكنهم اهتدوا إلى الوسيلة المثلى للحفاظ على وجهتهم السياحية عن طريق توفير الأمن وتشديده في كل نقاط وجود السياح، حتى أن هؤلاء استشعروا الأمن والطمأنينة، غير أن الجزائريين وعلى رأسهم المسؤولون أوصلوا فكرة أن الصحراء الجزائرية تشكل خطرا على كل سائح أجنبي إلى درجة أنهم هولوا الأمر وأرعبوا به عاشقي الصحراء الجزائرية، ما دفع الكثيرين خاصة من الفرنسيين إلى إلغاء سفريات كانت بشكل دوري بسبب التهديد الإرهابي وحتى التهويل من الطرف الجزائري· من جهة أخرى، يعتقد الخبير في مجال السياحة الذي يعرف الجزائر أشد المعرفة، أن الجزائري يفتقد إلى الحس السياحي التسويقي، حيث أعطى مثالا آخر بالمغرب، مؤكدا في هذا الإطار أن المغاربة يتمتعون بمميزات تجعل السائح راغبا في اكتشاف المغرب، كما أن الضغط الرهيب والمفرط يجعل السائح يحس بأهميته في المجتمع، وهو ما تفتقد إليه الجزائر، فبمجرد دخول السائح إلى أرض الوطن حتى يحس بنفسه متخلا عنه في ظل غياب مرشد سياحي أو حتى كتيبات توضح المناطق أو الفنادق وكل ما تعلق بالوجهة السياحية وكيفية الوصل إليها· ويرى الأخصائي أن الجزائر لو عالجت هذين النقطتين ستتحول إلى أحسن وجهة سياحية لدى الغرب وخاصة أوروبا والفرنسيين، إضافة إلى اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية الكبير بالوضع في الجزائر، وقال إن هذه الوسائل هي سلاح ذو حدين لأنها قادرة على تشجيع الوجهة السياحية نحو الجزائر بقدر استطاعتها على تحطيمها·