اعتبر نائب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أن التحالف الرئاسي الذي يشكل حزبه أحد أطرافه الثلاثة لا يتطور وهو جامد عند مستوى تسميته، مشيرا إلى أن هذا التحالف ''لا يتحرك إلا عند الانتخابات الرئاسية''، وأنه ''لم يتمكن من تقديم مشروع سياسي يمكنه من قيادة الجزائر نحو أفق أفضل''· وأكد مقري، خلال نزوله ضيفا على حصة ''سياسة'' للقناة الإذاعية الثالثة، أن مسألة إنشاء التحالف لم تكن مرتبطة، فحسب، بتطبيق برنامج رئيس الجمهورية في الميدان، وأن هذه النقطة كانت من جملة نقاط عديدة حملتها أرضية التحالف، سيما دعم البرنامج الرئاسي وتطوير الديمقراطية بالجزائر إلى جانب التشاور حول مسائل هامة متعلقة بالبلاد، مستطردا بأن الأطراف الثلاثة للتحالف لم تستطع الوصول إلى تطوير جل هذه الورشات ''بل أكثر من ذلك لم تستطع الوصول إلى إثارة نقاش حولها''· من جهة أخرى، أشاد ممثل حركة مجتمع السلم بموقف الدولة الجزائرية والجيش الشعبي الوطني، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، مؤكدا أنه بات من الواضح أن الخطر الذي يتربص بالبلاد قادم من الجنوب، معتبرا ذلك مسألة هامة جدا وليس من حق أي طرف التلاعب بها· وفي هذا السياق، أوضح مقري أن موقف الجزائر كان صارما، وأن الأمريكيين فهموا عزم وصرامة موقف الجزائر وأنه ''لا يمكن لهم إلا العمل معنا''، مضيفا أن الجزائر لها شأن كبير باعتبارها أول قوة في المنطقة· وبخصوص مفهوم القاعدة، أوضح المتحدث أنه مفهوم واسع ينشط تحت لوائه أي كان، ويمكنه الوصول إلى تحقيق مآربه، مشيرا إلى ''أن الجزائريين ليسوا أغبياء ولديهم تجربة كبيرة تعود إلى حرب الثورة التحريرية وإلى مكافحة الإرهاب، لذا فهم واعون بأن هنالك تلاعبا وأن أمرا مقلقا يحدث في الجنوب وهنالك مصالح إستراتيجية''، معتبرا أنه ''لهذا يجب أن نكون على يقظة ونتمتع بهدف استراتيجي ومتضامنين حول هذه المسألة لكونها تهدد سيادتنا''· على الصعيد الدولي، ندد عبد الرزاق مقري بما جرى -مؤخرا- من قمع للصحراويين بمخيم الحرية بمدينة العيونالمحتلة، وجدد موقف حزبه من القضية الصحراوية الداعي إلى ''ضرورة التوصل إلى حل سلمي للقضية، يقوم على مبدأ التفاوض وتقرير المصير عن طريق الاستفتاء· وقال مقري ''إن المفاوضات غير الرسمية الأخيرة، التي جرت بين جبهة البوليساريو والحكومة المغربية في منهاست الأمريكية هيمنت عليها أحداث العنف في الأراضي الصحراوية المحتلة، مما أثر عليها''، مشددا في الآن ذاته على حساسية القضيةئداخل الفضاء الاستراتيجي بين شعوب وحكومات دول المنطقة المغاربية فهي ترهن بناء مشروع الاتحاد المغاربي الذي طالما ظل حلما ينتظر التجسيد· وعلى ذلك - يضيف مقري - ''إن أهم ما نشدد عليه هو الحكمة والتوجه نحو حل واقعي ودائم، ينبني على السعي نحو تفاوض يقوم على مبدأ أساسي هو استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهو المبدأ الذي تتبناه الهيئات الدولية، وتدعمه السلطات الجزائرية''، كما أنه هو موقف حركة حمس ''الذي لا يحيد عن الدعوة إلى التفاوض حول سبل تجسيد مبدأ التسوية عن طريق استفتاء حر يقرر فيه الصحراويون مصيرهم''· وعن الصمت المطبق على عملية قمع الصحراويين في مخيم اكديم إزيم من قبل العالم الإسلامي والعربي، اعتبر مقري أن ''ذلك يعود إلى سوء إطلاع على ما يحدث بالصحراء الغربية، وسوء فهم لما جرى''·