أكد أمس عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني قاسة عيسي أن التنسيق بين أحزاب التحالف الرئاسي لم ينقطع، مفندا وجود أية خلافات بين أقطابه أو وجود نية في التخلي عن هذا التكتل السياسي، وذهب إلى القول »تأخر قمة قادة التحالف الرئاسي الذي له أسبابه الموضوعية لا يعني بأي حال من الأحوال وجود تصدع أو خلاف بين الأحزاب الثلاث«. حسب المكلف بالاتصال في قيادة الحزب العتيد فإن انشغالات الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة وكذا الأجندة المكثفة للوزير الأول أحمد أويحيى الأمين العام للأرندي، هو ما أخر عقد قمة التحالف الرئاسي، لاستلام الأفلان الرئاسة الدورية من الأرندي، ورجح أن يعقد القادة الثلاث قمتهم بعد عرض الوزير الأول، أحمد أويحيى، بيان السياسة العامة نهاية الشهر الجاري أمام نواب البرلمان، في إشارة واضحة منه أن قمة التحالف لن تكون قبل شهر أكتوبر الداخل، أي بعد مرور 8 أشهر على آخر قمة جمعت الثلاثي بلخادم وأويحيى وأبوجرة في مقر الأرندي عندما استلم أويحيى الرئاسة من شريكه رئيس حركة مجتمع السلم، رغم أن بنود عقد التحالف الرئاسي المبرم بين الأحزاب الثلاث سنة 2004 ينص على تولي كل حزب الرئاسة الدورية لمدة 3 أشهر، وهي المدة التي نادرا ما تم الالتزام بها، بيد أن التأخير في المرات السابقة لم يكن ليصل إلى 5 أشهر، مما دفع عديد من الأوساط السياسية والإعلامية للحديث عن أزمة بين أقطاب التحالف وتتوقع نهاية وشيكة لهذا التكتل السياسي. ونفى قاسة عيسي في إتصال هاتفي معه أمس وجود أزمة أو خلاف أو تصدع في بيت التحالف الرئاسي، مشيرا إلى التنسيق بين الأحزاب الثلاث في قضية إرجاء انتخابات التجديد النصفي لتشكيلة المجلس الدستوري والتي تمت بالاتفاق بين قيادات الأحزاب الثلاث، وقال عن تأخر القمة لا عني بأي حال من الأحوال وجود نية في التخلي عن هذا القطب السياسي الهام الذي يشكل إضافة للحياة السياسية في الجزائر، من وجهة نظر المتحدث. وجاءت تصريحات القيادي في الحزب العتيد مؤيدة لما جاء على لسان ميلود شرفي الناطق باسم الأرندي قبل أيام في تصريح ل»صوت الأحرار« الذي أكد تمسك الأحزاب الثلاث بالتحالف ونفى وجود أي نية في الانسحاب منه، وقال إن قيادة التحالف ارتأت تأجيل اجتماع القمة إلى ما بعد شهر رمضان الذي خصص لجلسات الاستماع لوزراء الحكومة التي ينظمها سنويا رئيس الجمهورية ، إضافة إلى هذا فان الأحزاب الثلاثة وطيلة فترة الصيف كانت منشغلة بالتحضير لجامعاتها الصيفية حيث عقدت حركة مجتمع السلم جامعتها الصيفية الأسبوع الأخير من شهر جويلية بتلمسان والافلان هو الآخر عقد جامعته الأسبوع الأول من شهر أوت بمستغانم، في حين أن الارندي عقد سلسة من الندوات الجهوية بعدد من ولايات التراب الوطني خلال نفس الفترة. وجدير بالذكر أن تأخر قمة التحالف الرئاسي كانت وراء قراءات المتتبعين للشأن السياسي الوطني التي رجحت نهاية وشيكة لهذا التكتل السياسي، على خلفية ما أفرزته نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة نهاية السنة الماضية، فلم يخف حينها الحزب العتيد انزعاجه للتحالف الذي عقده شريكه في التحالف الرئاسي الأرندي مع حزب العمال، وحصل بموجبه على أصوات منتخبي هذا الأخير مما جعل الحزب العتيد يضيع عدة مقاعد في الغرفة البرلمانية العليا بسبب هذا الاتفاق، كما لم يخف رئيس حركة حمس امتعاضه من الأفلان والأرندي على حد سواء، وقال إن حركته لم تستفد من أصوات شريكيها وأن المقعدين اللذين حصلت عليهما حمس كانا بمجهود منتخبي الحركة.