تواجه الجمعيات الرياضية الناشطة على مستوى بلدية سمعون بولاية بجاية، سياسة التهميش واللامبالاة، بسبب تعدد المشاكل التي تقف عقبة أمامها وتعيق نشاطاتها. ويعتبر نقص الدعم والتمويل المشكل العويص الذي قهر هذه الجمعيات، إضافة إلى قلة المرافق والهياكل الرياضية، خاصة مع ارتفاع عدد الشباب المهتمين والممارسين للرياضة على مستوى البلدية، مقارنة بالسنوات الماضية. أكد مسؤولو الجمعيات الرياضية ببلدية سمعون، أنهم يعانون مشاكل عدة صعبت من أداء مهامهم، وأمام الاحتياجات التي يتطلبونها كقاعات الرياضة وملاعب التدريب وسائل مادية وبشرية، تبقى الميزانية المخصصة للجمعيات الرياضية ضئيلة جدا، لا تعمل على توفير شروط العمل الملائم لتشجيع ورفع مستوى الأنشطة الرياضية في المناطق الريفية، حيث كشف برياش عبد النور، رئيس جمعية الشبيبة الرياضية ببلدية سمعون، أن جمعيته لا تتلقى من دعم السلطات المعنية إلا 25 من الميزانية الكلية التي تصرفها الجمعية والمقدرة ب 210 مليون سنتيم، أي 50 مليون سنتيم هي قيمة إعانة الدولة فقط، التي تقدمها كل من المجلس الشعبي البلدي والمجلس الشعبي الولائي ومديرية الشباب والرياضة. وأكد محدثنا أن بقاء هذه الجمعية واستمرارها راجع إلى إرادة السكان والمقاولين وأصحاب المؤسسات الخاصة، الذين يمولون هذه الجمعية الرياضية. ونتيجة لهذه الأسباب والنقائص، طالب رئيس الجمعية من السلطات المحلية والمعنية ضرورة إعادة الاعتبار لمثل هذه الجمعية التي تهتم بفئة الشباب، وأن تمنحها الدعم والمساعدات المالية والمادية، خاصة وأن هذه الجمعية أثبتت مكانتها من خلال مشاركتها في المنافسات المحلية والجهوية والوطنية بفروعها الرياضية المختلفة، وتحصلت على نتائج جد مشرفة تستدعي التشجيع المعنوي والمادي. وفي هذا الصدد، يقول جنادي مبارك، وهو مدرب الأواسط لفريق كرة القدم لفريق الشبيبة الرياضية ببلدية سمعون: ''رغم نقص الإمكانيات المالية والمادية المخصصة للفريق، إلا أن فريق الأواسط حاز على عدة بطولات ولائية وشرّف رياضة كرة القدم المحلية''. ومن أجل المواصلة في هذا الدرب، الذي تم تسطيره، يسعى هؤلاء بالرغم من المشاكل التي يواجهونها، إلى تحقيق أهدافهم المنشودة المتمثلة في غرس الأخلاق الرياضية في نفوس الشباب وخلق مجالات تتيح لشباب المنطقة استغلال وصقل مواهبهم وإعطاء فرص لتنمية قدراتهم، وبالتالي منع الشباب من دخولهم عالم الانحرافات وإنقاذهم من السقوط في الظواهر الاجتماعية الخطيرةإكالسرقة وتعاطي المخدرات. وتسعى هذه الجمعية كذلك إلى العمل من أجل النهوض بالرياضة المحلية على مستوى بلدية سمعون وولاية بجاية. من جهته، أكد عضو من إدارة الجمعية الأكاديمية الرياضية المسماة ''النجم الرياضي لبلدية سمعون''، أن البلدية تنعدم فيها قاعات التدريب المتخصصة لمختلف أنواع الرياضات، ونقص الملاعب الجوارية، ولم يخف أن الأكاديمية تواجه صعوبات حادة في تكوين الرياضيين الشباب كونها -حسبه- تركز في تدريباته على الجانبين البدني والنظري، لكن لا توجد فضاءات للتدريب والتكوين ''الملعب البلدي إضافة إلى حالته الكارثية أصبح لا يستوعب كل الفرق الموجودة على مستوى بلدية سمعون خاصة مع وجود إرادة لفتح نوادٍ وفروع جديدة في مختلف الألعاب الرياضية تتكفل بنشاطات جميع الفئات''. وطالب المسؤول ذاته من السلطات المعنية ضرورة الأخذ على عاتقها تكاليف تكوين المدربين، من أجل رفع مستواهم وأدائهم التدريبي، كما دعا إلى ضرورة دعم الأكاديمية بالوسائل الضرورية والمعدات والأجهزة الرياضية الحديثة. أما المشكل الذي خلق استياء كبيرا في أوساط الأسرة الرياضية ببلدية سمعون، هو التأخر الكبير في أشغال إعادة تهيئة أرضية الملعب البلدي الذي يصلح لكل شيء إلا للرياضة، حيث تعرف غرف تغيير الملابس وضعية كارثية من الماء والإنارة، ولا توجد فيها الحمامات والمراحيض. أما وضعية الميدان والملعب فحدث ولا حرج، وهو الوضع الذي أثار استياء مسؤولي الجمعيات لاسيما مع تماطل السلطات البلدية في إعادة ترميم هذا الملعب البلدي الذي يعتبر المكسب الرياضي الوحيد بالمنطقة. ولم يخف مسؤولو الفرق الرياضية في تصريحاتهم ل ''الجزائرنيوز'' أنهم مجبرون على استقبال الفرق المنافسة في ملاعب خارج بلديتهم، ما يضيف إليهم عناء التنقل وإنفاق أموال إضافية، علما أن البطولة الولائية انطلقت منذ أكثر من شهر. وقد طالبت الأسرة الرياضية ببلدية سمعون من جميع السلطات المعنية، التدخل العاجل قصد بعث النشاط الرياضي من جديد في المنطقة، وذلك بتخصيص مشاريع تنموية في هذا المجال وكذا رفع ميزانية الدعم، من أجل بقائها واستمرارها.