قال حماري وهو يحاول التخلص من سيجارته التي انتهت ومازال يحاول استنزافها بقوة.. يقولون إن المخدرات تغزو الأحياء؟؟ قلت له ضاحكا.. من هؤلاء الذين يقولون؟ قال.. كلهم.. قلت.. وضح أكثر.. عن أي أحياء تتكلم.. قال ناهقا.. أنت تريد التحقيق معي.. الدنيا كلها تقول وتعرف.. قلت له.. ولماذا إذن لم يقوموا بواجبهم حتى يوقفوا هذا المشكل؟ قال.. يا سيدي إذا استفاق الشعب من غيبوبته لا تتصور ما يمكن أن يحدث.. دعهم يغيبون عن الواقع ولو بهذه الأشياء.. أنت تدري ما هي نتيجة الاستفاقة؟ قلت له.. طبعا.. ستكون الثورة والتمرد على الوضع.. نهق من جديد وقال.. فهمت الآن لماذا يبقى الحال على حاله؟ قلت له.. هكذا أحسن.. في بعض الأحيان الغيبوبة دواء.. والصحو أكثر من شقاء.. طلب مني حماري سيجارة أخرى ولكني اعتذرت منه وقلت أني لا أملك.. قال.. سيجارة فارغة لا تملك؟ ماذا لو طلبت منك سيجارة موقوتة.. استغربت للهجته الجديدة وقلت له.. سيجارة موقوتة؟؟ قال.. نعم.. يعني ملغّمة.. أريد أن أغيب عن الوعي.. قلت له.. يكفي أن نعيش الظروف التي نعيشها حتى نغيب عن الحياة بكل أشكالها.. بلا زطلة ولا حشيش.. قال.. رغم ذلك أريد سيجارة.. ليذهب الدمار..