تعرف أسعار زيت الزيتون بولاية تيزي وزو، وخلال الأسابيع الأخيرة من انتهاء عملية جني الزيتون، ارتفاعا مدهشا رغم توقع ازدياد الكمية المنتجة محليا من الزيوت هذا العام، الأمر الذي استاء منه المواطنون خاصة وأن المنطقة تتوافر على مساحات شاسعة من أشجار الزيتون التي فاقت 27 ألف و760 هكتار من الأشجار المنتجة للزيتون، لتصبح أحد أقطاب إنتاج هذه المادة التي تمتاز بنوعيتها الجيدة والنادرة·· قفزت أسعار اللتر الواحد من الزيت من 350 دينار إلى 500 دينار في ظرف لم يتجاوز الشهرين، خاصة وأن مصالح مديرية الفلاحة بالولاية توقعت إنتاجا وفيرا قد يصل إلى 550 ألف قنطار، وهو إنتاج مضاعف مقارنة بالسنة الماضية، ونسبة كبيرة منه موجهة لتحويلها إلى زيت الزيتون، بالرغم من قلة هذه المعاصر في المنطقة بعد الإجراءات الصارمة التي اتخذتها مديرية البيئة بالولاية من أجل الحد من ظاهرة التلوث التي تسببها المعاصر التي لا تتوافر على المعايير المعمول بها -حسب ما جاء بها دفتر الشروط- حيث أن هذه المعاصر تعيش حالة من الفوضى والاكتظاظ بعد ثلاثة أشهر فقط من انطلاق عملية عصر الزيتون، مما زاد من مخاوف السكان من تلف كميات كبيرة من الإنتاج، وقد تعددت تفسيرات المواطنين لهذا الغلاء الذي أثقل كاهلهم في ظل عدم وجود بديل لجودة زيت المنطقة ومحدودية الدخل الأسري بها من جهة أخرى، حيث أرجع عدد كبير منهم سبب قلة الإنتاج هذا العام -حسب المزارعين- إلى المرض الذي أصاب الأشجار بالمنطقة خلال بداية الموسم، وكذلك الكميات الكبيرة من الثلوج المتساقطة التي شهدتها الولاية خلال الأيام المنصرمة التي تسببت في إتلاف العديد من الأشجار وكذلك حبوبها التي فقدت نوعيتها بسبب البرودة القاسية، الأمر الذي أدى إلى تراجع الإنتاج، أما آخرون فأرجعوا سبب التهاب سعر زيت الزيتون إلى المضاربة التي يتسبب فيها التجار الموسميون، الذين لا يهمّهم إلا الربح ولو على حساب معاناة المواطنين، حيث يلجأون إلى تخزين كميات من هذه الزيوت لدى السكان بأسعار منخفضة ليفرضوا أسعارا ملتهبة خلال باقي أيام الموسم، خاصة وأن زيت منطقة القبائل ثبتت جودتها على المستوى المحلي والوطني على حد سواء· الطرق التقليدية المتبعة في جني الزيتون وراء تراجع الإنتاج وإلتهاب الأسعار بالرغم من أن المصالح الفلاحية بالولاية، كانت تتوقع إنتاجا وفيرا من زيت الزيتون لهذا الموسم، إلا أن ما حدث على أرض الواقع كان عكس كل التوقعات، فبعد أسابيع قليلة فقط من انطلاق عملية جني الزيتون، بدأت بوادر الندرة تظهر للعيان، وارتفاع أسعار زيت الزيتون خير دليل على ذلك، وقد تكون الطرق التقليدية المتبعة في جني الزيتون باستعمال العصي السبب الأول في هذه الأزمة، التي أدت إلى الارتفاع غير العادي في أسعار زيت الزيتون، حيث أن هذه الطريقة أثبتت تأثيرها السلبي على الشجرة وفي حبة الزيتون على حد سواء في أكثر من مرة، وهذا جراء نقص الوعي لدى فلاحي المنطقة عن مخلفات الطريقة المتبعة، وهي أكثر استعمالا في المنطقة لاسيما في القرى النائية، وذلك أن مديرية المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو، لم تقم بأية حملة تحسيسية وتوعية منتجي الزيتون عبر الولاية الذين يقارب تعدادهم 4 آلاف فلاح، التي يجب أن تتمحور حول أحسن طرق القطف، الوضع الذي جعل المنتجين يستمرون في جنيه باستعمال العصي، وهي طريقة مضرة بأشجار الزيتون، فضلا عن الأخطار الصحية الأخرى التي تنجم عنها، حيث ومنذ بداية موسم الجني، أي منذ حوالي ثلاثة أشهر، لا يمر يوم واحد إلا ويستقبل قسم الاستعجالات بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد ندير ضحايا هذه العملية، وفي بعض الأحيان تكون الإصابة خطيرة تصل إلى درجة الإعاقة الدائمة، وهذه نتيجة حتمية بالنظر إلى الطرق التقليدية المستعملة في عملية جني الزيتون في كل مناطق الولاية·