النهاية السعيدة لثورة التوانسة والهروب الجبان للدكتاتور بن علي، إنذار قوي لكل الدكتاتوريات في العالم التي ستتهاوى مثل أحجار الدومينو·· فالدوبل سيس الأخير في يد الشعب·· فالتاريخ يعلمنا أن إرادة الشعوب لا تقهر·· والنموذج التونسي جاء لتأكيد هذه الحقيقة·· فبائع الخضار الشهيد محمد البوعزيزي أشعل الفتيل الذي ظل خامدا لسنوات طويلة·· أما الدكتاتور فقد ظهر خائفا في خطابه الأخير قبل هروبه الجبان·· والتوانسة الأحرار خرجوا بعد هذا الخطاب وقالوا له أمام مبنى وزارة الداخلية ''خبز وماء بن علي لا''. وكم كنت سعيدا حتى أن عيني ترقرقتا بالدموع وأنا أرى إرادة الشعب المقهور تنتصر· رأيت الصدق في صراخ رجال ونساء تونس وتمنيت لو كنت معهم لأصرخ ملء الفم وملء الحلم بسقوط كل دكتاتوريات الدنيا·· والرغبة تلك كانت رغبة كل الشرفاء وكل المضطهدين في الأرض الذين كان التونسيون ناطقهم الرسمي طيلة شهر من الثورة والقمع والموت· سعيد بتونس·· بنسائها ورجالها وأطفالها وبحرها وترابها وسمائها وأحجارها وحيواناتها ومجانينها·· تونس التي علمتنا درسا بليغا·· الأهم فيه أن دوام الحال من المحال كما تقول جدتي·· والأهم أن (إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر) وقد استجابت كل الأقدار وهرب الطاغية تحت جنح الظلم·· وهو أيضا درس لكل الطغاة الذين ارتعدت فرائسهم يوم 14 جانفي والذين سيخافون أكثر ابتداء من اليوم·· يخافون من أي احتجاج شعبي، فعروشهم من قصب وستطردهم شعوبهم وترميهم في مزبلة التاريخ·· العالم تغير والذهاب إلى الديموقراطية الحقيقية حتمية تاريخية·· فزمن الدكتاتوريات القمعية ولى ومابقي منه انتهت صلاحياته من مدة·· والتاريخ يعلمنا أن نهايتهم دائما تكون صغيرة·· ينتهون إما بالقتل أو الهرب أو الجنون·· وابن علي من البقية الباقية من هذه السلالة التي ستنقرض عن قريب· هذه السلالة منذ فرعون إلى آخرهم اليوم يتحولون بسرعة إلى عبرة للشعوب ودرسا في التاريخ·· من بقي منهم في الجزء المظلم من كوكبنا كلهم اليوم خائفون على عروشهم التي أزف موعد تهاويها·· فيا رب الأرباب·· ويا روح الشعوب العظيمة عجلي بدكها·· التاريخ لا ينتظر والمستقبل للحرية والانعتاق·· نعم للحرية·· كل الحرية·