تمكنت قوات الأمن المشتركة، ليلة الأربعاء المنصرم، من القضاء على عنصرين إرهابيين بغابات بني كسيلة، الواقعة على الشريط الغابي الحدودي بين ولايتي تيزي وزو وبجاية، وتم استرجاع سلاحين من نوع كلاشنيكوف، وعثرت بحوزتهما على تقرير كتابي سري موجه لعبد المالك درودكال، ينقل الوضعية الصعبة التي يتخبط فيه التنظيم الإرهابي بمنطقة القبائل، ويعترف بنجاح المخطط الأمني· أكدت مصادر أمنية ل ''الجزائر نيوز'' أن هذه العملية جاءت بعدما حاول عنصران إرهابيان الخروج، ليلة الأربعاء إلى الخميس، من غابات سيدي عيسى، نحو غابات بني كسيلة، للهروب من عملية التمشيط الواسعة النطاق التي شنتها قوات الجيش منذ عشرة أيام على المنطقة، لكن قوات الجيش تفطنت للعملية وشهدت تحرك هذين الإرهابيين باستعمال النظارات الليلية، وأطلقت عليهما وابلا من الرصاص، وتم استرجاع جثتيهما صبيحة الخميس، واسترجعت كذلك سلاحين من نوع الكلاشنيكوف، ويصل إثر هذه العملية عدد الإرهابيين المقضي عليهم على مستوى الشريط الغابي الحدودي بين تيزي وزو وبجاية، منذ عشرة أيام إلى 4 عناصر، علما أن قوات الجيش قضت على اثنين آخرين الأسبوع المنصرم، وتمكنت من إحباط عقد اجتماع طارئ بين أمراء سرايا وكتائب الناشطة بمنطقة القبائل· وفي سياق هذه العملية العسكرية، كشفت مصادرنا الأمنية، أن قوات الجيش عثرت بحوزة الإرهابيين الإثنين على وثائق سرية تابعة ل ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، تتمثل في تقرير كتابي سري ينقل الوضعية الكارثية التي آل إليها التنظيم الإرهابي بمنطقة القبائل، لاسيما الصعوبات والمشاكل التي يواجهونها في الميدان، حيث أكدت مصادرنا أن هذا التقرير الذي أعدته، حسب مقدمة التقرير، لجنة خاصة عينها عبد المالك درودكال، لمعرفة أسباب فشل تنظيمه بمنطقة القبائل، وكان التقرير موجها إلى الأمير الوطني أبو مصعب عبد الودود· وجاء في التقرير اعتراف أمراء وكتائب السرايا باستحالة تنفيذ عمليات انتحارية في المناطق الحضرية بولاية تيزي وزو والبويرة، وكذا صعوبة تحرك العناصر الإرهابية في المدن والمناطق الريفية نتيجة التواجد الكثيف لقوات الأمن بمختلف تشكيلاتها، وذكر أن الصراعات الداخلية بين العناصر الإرهابية الناشطة بمنطقة القبائل قد بلغت ذروتها وفي تزايد مستمر، مشيرا إلى أن سرية بوغني فقدت 7 من عناصرها في عملية اقتتال بينهم السنة المنصرمة، وسرية عين الحمام، فقدت شهر ديسمبر المنصرم 4 عناصر، قتلهم إرهابي في 25 من عمره، انتقاما من تعرضه إلى عملية اغتصاب جماعي من بعض زملائه الإرهابيين، وبعدها انتحر بالرصاص، وتطرق أيضا التقرير إلى الاتساع الكبير لفجوة غياب الثقة بين الإرهابيين خصوصا بين الأمراء والقياديين والإرهابيين البسطاء، وحسب مصدرنا فالتقرير السري اعترف بأن أسباب الصراعات الداخلية بين الإرهابيين تتسبب فيها بالدرجة الأولى الأموال التي يجمعها الإرهابيون من خلال عمليات الاختطاف والحواجز المزيفة، ودفع بعض كبار تجار المنطقة لنفقات شهرية للتنظيم الإرهابي تحت التهديد بالقتل، وفي كل مرة يتم تسجيل اختفاء أو تهريب الأموال من طرف بعض الإرهابيين لصالحهم أو توجيهها لعائلاتهم يحدث اقتتال بينهم· كما أضاف التقرير أن الصراع القائم على المراكز القيادية والبحث عن الزعامة زاد من تردي الوضع العام للتنظيم الإرهابي، ونتج عنه تزايد عمليات التصفية بطريقة سرية. هذا، وجاء في التقرير أن أزمة الغذاء، الجوع والبرد ونقص الذخيرة، تأخذ منعرجا خطيرا، والتي، حسبه، تسبب فيها الانتشار الكثيف لقوات الجيش في معظم المناطق والقرى الحساسة بمنطقة القبائل، وتراجع شبكات الدعم والإسناد بنسبة 80 بالمائة بكل من تيزي وزو، البويرة وبجاية، معترفا بنجاح المخطط الأمني المطبق بهذه المنطقة·