كثيرة هي قضايا الاعتداءات التي تتعرض لها الفتيات القاصرات سواء برضاهن أو تحت التهديد، وهي القضايا المطروحة بنسبة كبيرة على المحاكم خاصة على محكمة الجنايات ويتعلق الأمر بقضايا هتك العرض قاصرات وإدخالهن عالم الدعارة، وكذا الفعل المخل بالحياء· هذه القضايا التي تصل فيها العقوبات إلى 15 سنة سجنا، لكن الشباب لا يعي خطورة ذلك ليجد نفسه وراء القضبان من أجل نزوة عابرة· ومن بين هذه القضايا التي عالجتها محكمة جنايات العاصمة قضية تلك الفتاة التي تبلغ من العمر 14 سنة وهي تلميذة في الطور المتوسط تعرضت لاعتداء وحشي من طرف ثلاثة شبان حيث استغلوا ضعفها وخوفها، ففي سنة 2009 وبينما كانت الفتاة تزاول دراستها بإحدى متوسطات رويسو بالعاصمة حيث تقطن، كان أحد الشبان المدعو (س،أ) البالغ من العمر 24 سنة يعترض طريقها ويعاكسها باستمرار وفي كثير من المرات كان يتقرب منها من أجل التحدث معها لكن الفتاة كانت تصده، وهذا ما أثار استياء هذا الأخير الذي قرر الانتقام منها، حيث قصدها بتاريخ الوقائع وبمجرد خروجها من المتوسطة قام بتهديدها بواسطة سكين واقتادها بالقوة الى ورشة خالية حيث قام بالاعتداء عليها، ولم يكتف بذلك، بل قام بتكرار فعلته الدنيئة عدة مرات مستغلا خوفها إذ أنها لم تخبر عائلتها بما وقع لها، حيث أصبح الشاب يصطحب معه صديقين له إلى نفس المكان، و يجبر الفتاة على الاستسلام لهما تحت التهديد، لكن بعدها انقطعت هذه العلاقة، واختفى الشاب لمدة سنة كاملة، لكن بعدها عاود البحث عنها ووصل به الأمر إلى البحث عنها في منزلها العائلي برويسو وأرسل فتاة تسأل عنها، وهذا ما أثار استياء والدتها التي شكت في الأمر وطلبت من ابنتها أن تخبرها بمايجري وأن تقدم لها توضيحا عن هذا الشاب الذي يسأل عنها، وأثناء ذلك اعترفت الفتاة بما حدث لها على يد هذا الأخير، وهذا ما دفع بوالدتها لتقديم شكوى لدى مصالح الأمن بتاريخ 13 ·11 · 2009 ضد المدعو (س،أ) الذي تم توقيفه بعد ذلك، وأحيل على محكمة جنايات العاصمة بعدما وجهت له تهمة هتك عرض قاصر، وخلال المحاكمة اعترف بالتهمة المنسوبة إليه، في حين اعتبرت النيابة العامة الوقائع خطيرة وطالبت بتوقيع أشد العقوبة على المتهم ليكون عبرة لغيره، ملتمسة عقوبة 15 سنة سجنا، وهو الحكم الذي نطقت به المحكمة بعد المداولات·