أقدم 50 شابا من مدينة ذراع بن خدة الواقعة على بعد 10 كلم غرب مدينة تيزي وزو على تسليم بطاقات هويتهم لرئيس الدائرة وهددوا بالهجرة الجماعية مع عائلاتهم بأي طريقة كانت والتوجه إلى بلدان أجنبية، إن لم تتدخل الجهات المعنية في أسرع الآجال للإستجابة لمطالبهم وتمكينهم من الإستفادة من سكنات اجتماعية وتوفير لهم مناصب شغل· ظاهرة تسليم الشباب الغاضبين والناقمين على أوضاعهم الإجتماعية المزرية جديدة بولاية تيزي وزو، وهي طريقة احتجاجية سلمية بعيدا عن كل أشكال العنف والتخريب وعدم تعريض أنفسهم للمخاطر، وهي طريقة للتنديد بالتهميش والإقصاء المفروض على الشباب وللمطالبة بأدنى الحقوق التي يتطلبها المواطن الجزائري والتي تجعله يعيش حياة كريمة. وحسب ما أكده بعض هؤلاء المحتجين، فإن أكثر من 80 بالمائة من الذين أقدموا على تسليم بطاقات هويتهم لرئيس الدائرة هم أرباب عائلات، لكنهم محرومون من مناصب الشغل ويعيشون البطالة منذ سنوات، بعضهم يشتغلون في مهن حرة ومؤقتة ومداخيلهم لا تكفي لسد حاجيات العائلة، وأضافوا أنهم يعانون أزمة سكن حادة، والكثير منهم يقطنون في بيوت قصديرية أو مع عائلاتهم أو لدى أقاربهم، وأشاروا إلى أنه سبق لهم وأن أودعوا ملفات لدى المصالح البلدية للإستفادة من سكنات اجتماعية منذ أكثر من 10 سنوات لكنهم لم يسجلوا أي تدخل في أرض الواقع، بل كشفوا أن وضعيتهم الإجتماعية تأزمت أكثر مع مرور الوقت وأصبحت أثقل وأخطر، مشيرين إلى أن أبناءهم يعانون من جل مشاكل الحياة كالفقر وصعوبة التمدرس وغياب أدنى الضروريات الإجتماعية للتكفل بهم، ناهيك عن الأمراض التي أصيب بها الكثير من أبنائهم بسبب الوضع الكارثي الذي يعيشونه في البيوت القصديرية، حيث أكد الشباب المحتجون أن السلطات المحلية لم تبذل أي جهد لحل مشاكلهم ''المسؤولون يتلاعبون بمطالبنا ويتهربون من المسؤولية، سئمنا من الوعود الكاذبة ومن سياسة امتصاص الغضب، نريد حلولا ميدانية وعاجلة'' بحسب تعبير أحد المحتجين، حيث انتقدوا بشدة سياسة الإقصاء والإهمال المفروض عليهم من طرف السلطات المحلية، وأضافوا أن المسؤولين يجدون في كل مرة حججا غير مقنعة ''للتهرب من مسؤوليتهم وفشلهم في التسيير''.