هذا الأمر الذي استلزم تدخل قوات الأمن المختصة في مكافحة أعمال العنف والشغب التي حاولت تفرقة المتظاهرين الذين بلغت موجة غضبهم ذروتها، ويتجلى ذلك من خلال محاولة مجموعة من الشباب حرق مقر الولاية بعد قطع كافة الطرقات المؤدية إليه، إلا أن تدخل قوات الأمن حال دون ذلك. الأمر الذي أدى إلى وقوع مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين تواصلت إلى غاية ساعات متأخرة من ليلة أول أمس. أما ببلدية ذراع بن خدة الواقعة غرب مدينة تيزي وزو وعلى بعد حوالي 11 كلم عن مقر عاصمة الولاية، فقد شهدت من جهتها خلال نهار أمس السبت إندلاع العديد من الحركات الاحتجاجية التي كان أبطالها العشرات من الشباب الغاضب الذين أقدموا في حدود الساعة العاvشرة والنصف صباحا على تخريب مقر البنك الوطني الجزائري (BNA) من خلال كسر زجاج النوافذ وأجهزة الكاميرا الخاصة بالمراقبة. كما شهدت كذلك مختلف أحياء بلدية ذراع بن خدة تنظيم العديد من الحركات الاحتجاجية، من خلال غلق العديد من طرقات البلدية باستعمال المتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية لمنع حركة المرور وعرقلتها. الأمر الذي أدى إلى تدخل رجال الأمن الذين كانوا يقومون بتفرقة المتظاهرين باستعمال القنابل المسيلة للدموع. أما الشباب فقد كانوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة. لتتواصل الحركات الاحتجاجية إلى غاية عشية نهار أمس الجدير بالذكر أن سكان ولاية تيزي وزو انتفضوا وكغيرهم من السكان عبر مختلف مناطق الوطن تنديدا بالأوضاع الاجتماعية المزرية والمشاكل التي يتخبط فيها سكان المنطقة في ظل غياب المشاريع التنموية التي من شأنها رفع المستوى الاجتماعي للمواطن بهذه الولاية كما ندد المتظاهرون بغلاء المعيشة خاصة بعد الارتفاع الفاحش للمواد الاستهلاكية في ظل تدني مستوى المعيشة خاصة لأصحاب الدخل الضعيف. وحسب المتظاهرين الذين التقتهم آخر ساعة فإن هذه الحركات الاحتجاجية ستبقى مستمرة ومتواصلة كما أنها قد تعرف منعرجا أكبر وأخطر ما لم تتحرك السلطات المعنية في أسرع الآجال لوضع حد نهائي لمعاناة السكان من خلال تسوية أوضاعهم الاجتماعية خليل سعاد