رغم الوعود المتكررة والتصريحات العديدة التي تلقاها زبائن بريد حسين داي، والمتعلقة بتحسين الخدمات، إلا أن المتوجه إلى هذا المركز يلاحظ المعاناة التي يواجهها المواطنون الراغبون في سحب مرتباتهم ومعاشاتهم أومعرفة قيمة رصيدهم أو إجراء مختلف العمليات، كدفع مستحقات الهاتف، والكهرباء والغاز أو فتح رصيد، حيث لا تزال لعنة الانتظار الطويل تلاحق هؤلاء وتجعلهم يقضون أغلبية أوقاتهم بالمركز، وهو ما أرجعه قابض البريد إلى الإقبال المكثف على المركز والمشاكل التقنية التي تحدث بين الحين والآخر. وحسب زبائن البريد فإن الانشغالات التي طرحوها مؤخرا على مسؤولي المركز بمناسبة اليوم العالمي للبريد المصادف من كل سنة الجاري، لم تلق الصدى الإيجابي، وربما ستذهب الوعود التي تطلق في كل في مرة مهب الريح، مادام أن التكنولوجيات الحديثة لم تقضِ على معاناتهم اليومية، مما جعل بعض الزبائن القدامى لبريد حسين داي ينتقدون في حديثهم ل ''المساء'' عن سخطهم من هذه الوضعية التي ظنوا أنها ستزول باستعمال ''الشباك الموحد''، و''الموزعات الآلية للنقود'' وما تبع ذلك من ''وعود وكلام'' حول تسريع وتيرة الخدمات البريدية. وفي هذا السياق أشارت زبونة جاءت لسحب معاشها ببريد حسين داي أن الأمور لم تتحسن كما كانت تظن قائلة: ''من غير المعقول أن أحضر إلى البريد في العاشرة صباحا، ولم استلم مرتبي والساعة الآن تشير الى الثانية زوالا''، بينما قال كهل آخر''لا غداء ولا صلاة، نحن هنا منذ الصباح''، بينما عبّر آخر عن قلقه معلقاً: ''كانت الأمور أحسن عندما كنا ننتظر دورنا واحداً بواحد، من خلال وضع بطاقات التعريف في شكل طابور أمام المستخدم، بدلاً من الإعلان الالكتروني عن دور كل واحد''. وحسب زبائن بريد حسين داي، فإن الشباك الموحد سبب لهم متاعب والكثير من الانتظار، خاصة بالنسبة للمتقاعدين وكبار السن، لأنه يتعطل في كل مرة ويتسبب في اختلاط الأدوار رغم أن لكل واحد الرقم الخاص به، فرغم أن المشكل أصبح يتكرر باستمرار، إلا أن القائمين على البريد لم يكلفوا أنفسهم عناء إصلاح الاعطاب التي ترهق المواطن كثيرا، حيث يلاحظ كل من تطأ رجلاه هذا المركز أن الأمور تعقدت لأن معظم العمليات منصبة في الشباك الموحد، بينما تبقى معظم الشبابيك فارغة لوقت معين، كما لا يجد بعض المستخدمين حرجا في الحديث مطولا في هواتفهم النقالة، أو مغادرة المكتب في كل مرة، إضافة الى تبادل الحديث فيما بينهم، بينما يبقى الزبائن ينتظرون، وكأن الانتظار أصبح قدراً محتوماً أينما حلوا سواء بالبريد أو البلدية التي لا تختلف فيها الأمور كثيرا بسبب تقاعس الأعوان وتكاسلهم. وإذا كانت الطوابير وطول الانتظار قد قلت في بعض مراكز البريد بالعاصمة نتيجة استعمال الشباك الموحد، فإن مركز حسين داي الذي يشهد إقبالا كبيرا للمواطنين، لم ترق الخدمة به الى المستوى المطلوب ما دام الزبائن لا يقضون حاجياتهم في راحة وفي أقل وقت ممكن. وفي اتصال مع قابض المركز البريدي لحسين داي السيد محمد رمضاني أوضح ل ''المساء'' أن الاكتظاظ الحاصل مرده إلى الإقبال الكبير على هذا المرفق الذي صار قبلة العديد من المواطنين القادمين من بلديات العاصمة وحتى من الولايات المجاورة، مشيراً إلى أن زبائن أتوا من عين الدفلى وتيبازة لسحب أموالهم من مركز حسين داي، عندما كان هناك نقص في السيولة المالية بالولايات الأخرى، أما بشان الخلل الذي أصاب الموزع الالكتروني للأدوار والذي أخلط أوراق العمل فقد أكد محدثنا أنه تم إصلاحه، إلى جانب إعطاء تعليمات لمستخدمين بتلبية طلبات المواطنين، ولم يخف مصدرنا أن الأعطاب التقنية التي مست شبكة المعلومات بفعل العواصف والأمطار الأخيرة زادت من قلق المواطنين وتعطيل مصالحهم.