يشهد أكثر من بلد عربي ثورة في الشارع، تهدد بعض الأنظمة بالسقوط· فقد بلغت أزمة البحرين مرحلة خطيرة بعد تدخل القوات السعودية مؤخرا، وأسفرت مواجهات تفريق المحتجين عن سقوط ثلاثة قتلى، وتستمر بالمقابل أزمة اليمن في التفاعل، حيث تواصلت الانشقاقات في النظام وأسفرت الاشتباكات عن وقوع عدد كبير من الجرحى، في حين وصلت الاحتجاجات إلى قلب العاصمة السورية، حيث فرقت قوات الأمن مسيرة هناك، ووصل الأمر في فلسطين إلى حد التظاهر من أجل الوحدة بين الضفة والقطاع ويبادر رئيس السلطة في رام الله برغبته في زيارة غزة من أجل إنهاء الانقسام· قالت مصادر إعلامية، أمس الأربعاء، أن مدنيا ثالثا قتل خلال قمع المحتجين في البحرين· وقال مقيمون بالقرب من شارع البديع بشمال العاصمة البحرينية المنامة إن ضواحيهم ظلت هادئة ولم يظهر ما يشير إلى الاستجابة لدعوة وجهتها حركة الشباب للقيام بمظاهرة حاشدة في المنطقة عصر الأربعاء· وقال ثلاثة من سكان مناطق مختلفة تقع في مواجهة شارع البديع إن الشوارع كانت خالية بعد أن أعلن الجيش حظرا للتجول في أجزاء معينة· وحلقت طائرات هليكوبتر في الأجواء وأطلقت شرطة البحرين الغاز المسيل للدموع، أمس الأربعاء، وهي تحاول إخراج المعتصمين من دوار (ميدان) اللؤلؤة الذي أصبح رمزا للانتفاضة في البلاد· وبعد أقل من 24 ساعة من إعلان البحرين الأحكام العرفية تدفق أفراد الشرطة على الميدان قادمين من الحي المالي· وأغلقت قوة مكافحة الشغب الطريق إلى مستشفى السلمانية في المنامة، حيث كان يعالج سابقا الكثير من المصابين المدنيين ومن الصعب تحديد أعداد المصابين· وجاءت هذه الخطوات التي قامت بها القوات الأمنية بعد يوم من إعلان البحرين حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر للمساعدة على إخماد الاضطرابات التي أدت إلى طلب الحكومة قوات من المملكة العربية السعودية المجاورة· ولم يتضح أن قوات دول الخليج التي دعتها الحكومة لدعمها شاركت في هذه العملية· وحذر مسؤول دفاعي بحريني مواطني البحرين، أمس الأربعاء، من التجمهر حرصا على الأمن العام· وأدلى المسؤول بهذا التحذير في كلمة بثها التلفزيون البحريني على الهواء مباشرة، وأعلن فيها أن قوات الأمن أخلت دوار اللؤلؤة ومستشفى السلمانية من المحتجين· وأصدرت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين بيانا جاء فيه ''صباح أمس الأربعاء الموافق 16 مارس 2011 ميلادية بدأت قوات من الأمن العام والحرس الوطني وبمساندة من قوة دفاع البحرين عملية تطهير دوار مجلس التعاون والمرفأ المالي ومستشفى السلمانية وما حولهم وإخلائهم من الخارجين عن القانون الذين روعوا المواطنين والمقيمين وأرهبوهم وأساءوا للاقتصاد الوطني، وقد تم تنفيذ العملية حسب الخطة الموضوعة لها بكفاءة واحتراف مع مراعاة السلامة للجميع''· إصابة 150 على الأقل في اشتباكات باليمن قال طبيب وشهود عيان، أمس الأربعاء، أن 150 شخصا على الأقل أصيبوا حين حاولت قوات الأمن اليمنية فض حشد في مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر كان يطالب بإنهاء حكم الرئيس علي عبد الله صالح· ويشهد اليمن أسابيع من الاحتجاجات التي تحاول إنهاء حكم صالح المستمر منذ 32 عاما· وأصبحت أطراف مؤيدة وأخرى معارضة للحكومة تلجأ للعنف بشكل متزايد في هذا الصراع· وقال طبيب يعالج معتصمين في مدينة الحديدة إن مئات من القوات الأمنية وأفراد الشرطة الذين يرتدون ملابس مدنية وجميعهم مسلحون هاجموا المتظاهرين· وأضاف في المكالمة ''كانوا يستخدمون قنابل مسيلة للدموع وطلقات مطاطية ونيران حية وخناجر''· وقال متظاهرون اتصلت بهم رويترز إنهم يناشدون مستشفيات خاصة إرسال سيارات إسعاف وطلبوا من اليمنيين التبرع بالدم لعلاج الجرحى· وأدانت الولاياتالمتحدة - التي تعتبر صالح حائط الصد في مواجهة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن- العنف وأيدت الحق في التظاهر السلمي· لكنها تصر أيضا على أن الحوار وحده هو الذي يمكن أن ينهي هذه الأزمة السياسية· وفي تصعيد آخر، قالت الناشطة البارزة بشرى المقطري في تعز إن أفرادا من الشرطة يرتدون الزي المدني استهدفوا النساء وضربوهن أثناء تجمع بالمدينة على بعد 200 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة صنعاء· وأضافت أن 11 على الأقل أصبن· قوات الأمن السورية تفض احتجاجا في دمشق فرّقت قوات الأمن السورية، أمس الأربعاء، تجمعا ضم عشرات من عائلات معتقلين في ساحة المرجة قرب وزارة الداخلية في وسط دمشق· وتجمع عشرات من أهالي المعتقلين ومؤازين لهم أمام وزارة الداخلية، صباح أمس الأربعاء، حاملين صور المعتقلين ولافتات تطالب بحرية معتقلي الرأي في سوريا قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريقهم واعتقال عدد منهم بينهم فتى· وذكر شهود عيان أن من بين الذين اعتقلتهم قوات الأمن المفكر الطيب تيزيني والناشط كمال شيخو والناشط مازن درويش والناشطة ناهد بدوية وعمر اللبواني ابن المعتقل كمال اللبواني· وتابع أهالي المعتقلين بعد تفريقهم مسيرهم باتجاه ساحة المرجة واندس بينهم عشرات آخرون في الساحة نفسها ليعبروا عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، مرددين هتافات دعم له· وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أعلن السبت أن عائلات الناشطين السياسيين في سوريا توجهت، أمس الأربعاء، إلى وزير الداخلية سعيد سمور لمناشدته الإفراج عن أبنائهم· وقالت رسالة للعائلات نشرها المرصد ''قررنا نحن عائلات المعتقلين التوجه إلى السيد وزير الداخلية أمس الأربعاء (···) لتقديم معروض يتضمن شكوانا ومعاناتنا''· وأضافت العائلات أنها ستقوم بهذه الخطوة ''بعد طول انتظار وإشاعات عن قرب الإفراج عن معتقلي الرأي في سوريا وبعد أن ذهبت آمالنا بلم شمل عائلاتنا بعد طول فراق، أدراج الرياح''· وأكد أقارب 21 معتقلا للرأي أن أقاربهم الذين احتجز بعضهم منذ سنوات ''أحبوا سوريا وطالبوا بها وطنا للجميع وتحت سقف القانون''· ومن بين المعتقلين المحاميان الناشطان لحقوق الإنسان أنور البني ومهند الحسني وأطباء ومهندسون وكتاب·