غاب أمين عام الأرندي أحمد أويحيى، أول أمس الخميس، عن الندوة التاريخية التي أعدّها وروج لها التحالف الرئاسي، بمبادرة فردية من جبهة التحرير الوطني، بهدف الرد على فرنسا التي ستحتفل بخمسينية خروجها من الجزائر، تحت شعار ''مساهمتها في نقل التمدن والحضارة إلى مستعمراتها السابقة في شمال إفريقيا''، وهو الموعد -أيضا- الذي تجنب فيه بلخادم إثارة موضوع قانون تجريم الاستعمار، وجدّدت طرحه منظمة المجاهدين بقوة أحرجت الأفلان· أكدت مصادر قريبة من المشاركين في الندوة التاريخية التي نظمتها جبهة التحرير الوطني باسم التحالف الرئاسي، منهم مجاهدون وأكاديميون، أن الندوة لم تمثل ندا يرتقي إلى مستوى يجعل الدبلوماسية الفرنسية ترد عليها، بسبب تأثيرها ووقعها· واعتبر مصدر قيادي في أحزاب التحالف الرئاسي أن ''غيابات سياسية'' من حجم أحمد أويحيى ووجوه ثورية من وزن رضا مالك وعمار بن تومي والطاهر زبيري وأسماء قوية أخرى كانت جزءا لا يتجزأ من التاريخ، ''إنما هي إسهام في التقليص من حدة وقع وتأثير الندوة التاريخية، حتى ولو كانت في إطار تجريم الاستعمار''· ويرى قيادي في أحد أحزاب التحالف أن ''قانون تجريم الاستعمار الذي تحاشى الأمين العام لجبهة التحرير الوطني إثارته، لا يمكن لندوة في نفس الإطار أن تكون بديلا قويا له، مقارنة بكل ما تقوم به فرنسا من استفزازات للجزائر، من خلال قوانين تسن في الهيئة التشريعية الفرنسية، ويعكس الموقف الرسمي للدولة الفرنسية''· إذ اكتفى أحمد أويحيى بتوجيه رسالة قرأها نيابة عنه محمد الطاهر بوزغوب، قال فيها ''إن الأرندي سجل حضوره ليستفيد من المضمون''، مركزا فيها على ضرورة إيلاء الأهمية للشباب والإنصات إلى مطالبهم، تماشيا مع الحدث الوطني· بينما نالت كلمة أبو جرة سلطاني اهتمام الحضور، عندما تطرق إلى ''ضرورة تسليم المشعل للشباب نظيفا''، مذكرا الأفلانيين المبادرين بالندوة بأن ''الثورة الجزائرية قادها الشباب سياسيا وعسكريا والشباب اليوم يطالب بتسلم المشعل وعلينا أن نفسح له المجال''· وقبل ذلك ذكر بلخادم أن الندوة التي انعقدت تحت شعار ''الثورة الجزائرية إرادة، انتصار ووفاء'' هي رد على احتفالية فرنسا بخمسينيتها للخروج من الجزائر، تسويقا لماضي فرنسا المدعية أنها نقلت التحضر والتمدن إلى مستعمراتها السابقة في شمال إفريقيا''· واتهم الأمين العام للأفلان فرنسا بهذا الحدث الذي تحضر له ''بأنه تزييف للتاريخ والحقائق''، مشددا لهجته تجاه السلطات الفرنسية -حاليا- بخصوص الأرشيف، وقال ''إن ما تسلمته الجزائر من خرائط غير نافع، لأنها مزيفة وتحصلنا عليها في وقت غير مناسب''، متحاشيا الحديث عن قانون تجريم الاستعمار الذي بادر به نائب عن كتلة الأفلان، وهو الموضوع الذي أحرج به سعيد عبادو منظم الندوة، لكون موقف الأفلان أصبح غامضا إزاء هذا الملف، من حيث التأييد والمعارضة· إذ طالب عبادو أمين عام منظمة المجاهدين بتحرير القانون وضرورة استرجاع السلطة للأرشيف الوطني والدفع بالموقف الرسمي إلى حمل فرنسا على الاعتراف بجرائمها في الجزائر·