الجبهة الإجتماعية منذ مطلع هذا العام على صفيح ساخن، وفي كل القطاعات، من الصناعية إلى الخدمات إلى التابعة للوظيف العمومي· وفي كل مرة نسمع عن مفاوضات تجري بين وزير ما بين نقابات مستقلة أو تجمع عمالي مستقل· وفي كل هذا الحراك العمالي، لم نسمع إسما عهدنا سماعه في السابق، فمنذ مطلع هذا العام والإحتجاجات التي عرفتها الجزائر والغليان الإجتماعي والسياسي، لم نشهد ولم نسمع عن تحرك للإتحاد العام للعمال الجزائريين ولا لأمانته العامة ولا سيدي السعيد· أين ذهب يا ترى رجل المطافئ؟ لماذا لم يعد يظهر؟ ألم تعد الحكومة في حاجة إليه؟ أم أن الماء انقطع عنه؟ هل ترى الحكومة أن الجبهة الإجتماعية ليست بهذه الحرارة التي نتصور، وأن الحريق لم يندلع بعد؟ إن النزيف الذي أصاب الإتحاد العام للعمال الجزائريين في الآونة الأخيرة لا يعادله أي نزيف، والقطاعات القليلة التي بقيت تبرر وجوده بدأت هي الأخرى تتسرب من بين أيديه، فبعد أن خرجت من يديه نقابات الصحة والتربية والتعليم العالي والإدارة، هاهم عمال المحروقات بحاسي رمل طالبوا بحقوقهم تحت مظلة غير مظلة الإتحاد، وعمال الخزينة يطالبون بنقابة مستقلة، والأكيد أن نقابات أخرى في طريقها إلى ذلك· إنه سيكون من المضحك لو استدعت الحكومة سيدي سعيد وأمانته إلى لقاء ثنائي أو ثلاثي، إلا إذا كان الأمر مقتصرا على ''السميغ والشوامرة''·