أدلى المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية (ورئيس المجلس العسكري الحاكم)، صباح أمس، بشهادته أمام الدائرة الخامسة لمحكمة جنايات القاهرة التي تنظر في القضايا المتابع بها الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال بجانب وزير الداخلية الأسبق اللواء حبيب العدلي وستة من مساعديه، والمتعلقة بتهم قتل المتظاهرين السلميين في الثورة المصرية التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير ،2011 بالإضافة إلى إهدار المال العام· ووصل المشير طنطاوي إلى أكاديمية الشرطة، حيث تنعقد المحاكمة برئاسة المستشار أحمد فهمي في تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس السبت، للإدلاء بشهادته وبدأت شهادة المشير في تمام التاسعة إلا الربع في الوقت الذي حالت فيه الإجراءات الأمنية المشددة دون تمكن المدعين بالحق المدني من الدخول، الأمر الذي أدى إلى عدم تمكنهم من سؤال المشير· ونظرا لقرار حظر النشر الذي اتخذته المحكمة، فقد تعذر متابعة شهادة المشير التي تعد حاسمة في هذه المواجهة القضائية بين المدعين بالحق المدني (من أسر الشهداء) والرئيس السابق وأركان نظامه، إلا أن صحيفة مصرية رجحت أن تكون الشهادة تصب في مصلحة الرئيس المخلوع· وقالت صحيفة ''اليوم السابع'' المصرية على موقعها في شبكة الأنترنت إنها رصدت أجواء الفرحة التي عمّت أنصار الرئيس المصري السابق حسني مبارك، خارج محكمة جنايات القاهرة، مشيرةً إلى ''علمهم أن شهادة المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة·· جاءت في مصلحة مبارك''، حسب الصحيفة، التي لم تكشف المزيد من التفاصيل، بسبب قرار سرية الجلسات· من جانبه، اكتفى رئيس المحكمة بعددٍ معين من الأسئلة، ورفض أسئلة أخرى من قِبل المحامين الذين تمكنوا من حضور الجلسة· وعمت الشارع المصري طوال نهار أمس أجواء من القلق المشوب بالحذر مما يمكن أن تتضمنه الشهادة، وما إذا كان رئيس المجلس الحاكم قد قرر أن يدين مبارك من عدمه، سيما وأنه سبق له التأكيد أن ''القوات المسلحة المصرية'' قد رفضت إطلاق النار على المتظاهرين، مما يعني أن هناك جهة رسمية طلبت من الجيش التدخل أثناء الثورة لإخمادها باستعمال السلاح، وفي حالة صحة تلك التصريحات التي سبق وأن أدلى بها المشير، فإن الجهة الوحيدة التي من شأنها أن تصدر مثل تلك القرارات لن تكون إلا الرئاسة ما يعني تورط مبارك في هكذا طلب· يأتي ذلك بعد أسبوع من شهادة رئيس جهاز المخابرات السابق عمر سليمان أمام ذات المحكمة، وتسرب شهادته التي اعتبرها مؤيدو مبارك أنها تصب في صالح الرئيس السابق، مما يعزز من مخاوف الشارع حول شهادة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة· وكان المئات من أهالي وأسر شهداء ومصابي ثورة 25 يناير وعدد من النشطاء السياسيين قد تجمعوا أمام أكاديمية الشرطة بالتجمع الأول، حيث تجري المحاكمة، ورددوا هتافات ''يا مشير قول الحق مبارك قتل ولا لأ''، و''يا مشير قول الحق العادلي قاتل ولا لأ''، و''يا قضاء يا قضاء فين حق الشهداء'' وذلك قبل فترة وجيزة من حضور المشير محمد حسين طنطاوي رئيس القوات المسلحة، للإدلاء بشهادته· فيما تجمهر عدد من مؤيدي مبارك في الجهة المقابلة مرددين هتافات موازية تطالب المشير بتبرئة مبارك من دم الشهداء، مؤكدين أنه لم يصدر تعليمات بقتل المتظاهرين، وأنه جنّب البلاد مغبة أحداث دموية بتنحيه الإرادي عن السلطة، حسب قولهم · وانتشرت أعداد كبيرة من طلائع القوات الخاصة ''777'' داخل أكاديمية الشرطة وخارجها بغرض حراسة البوابات، بدلاً من قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية، وذلك لتأمين حضور المشير محمد حسين طنطاوي، خلال الإدلاء بشهادته·