استمعت محكمة جنايات القاهرة اليوم إلى شهادة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي في قضية قتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة 25 يناير، والمتهم فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه، وذلك بمقر أكاديمية الشرطة في القاهرة. ويحاكم مع مبارك بتهم تتصل بالفساد نجلاه علاء وجمال ورجل الأعمال الذي كان مقربا منه حسين سالم، وهو محبوس في إسبانيا منذ شهور على ذمة التحقيق في قضية غسل أموال هناك. وحضر مبارك (83 عاما) على متن طائرة مروحية أقلته من مقر المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة على طريق القاهرة-الإسماعيلية الصحراوي إلى مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس حيث عقدت الجلسة وسط حراسة أمنية مشددة. وقال المحامي وائل ذكري -الذي يترافع عن بعض الضحايا- إن الجلسة بدأت في 8:45 صباحا على غير العادة، وإن شهادة طنطاوي استمرت ساعة تقريبا وبدوره قال المحامي ممدوح محمد حافظ إنه لم يعلق أي من المتهمين على شهادة طنطاوي، وم يتوجه أي منهم إليه بالسؤال. وذكر أن المحامين المدافعين عن المتهمين وجهوا لطنطاوي عشرين سؤالا، في حين لم يتمكن المحامون المدافعون عن أسر القتلى والمصابين من توجيه أي سؤال، مضيفا أن النيابة العامة وجهت لطنطاوي سؤالين رفضت المحكمة توجيههما. وكان طنطاوي قد استبق شهادته بتصريح مقتضب نقله الإعلام المصري قال فيه “إن الأصل هو مثول العسكريين أمام القضاء العسكري دون غيره”. وذكر أنه قرر الذهاب إلى محكمة الجنايات المدنية للإدلاء بشهادته “تأكيدا لسيادة القانون، التي يجب أن تكون منهجا ثابتا وراسخا للدولة المصرية بعد 25 يناير”، وأضاف أن مصر تتغير نحو الأفضل. ومن المقرر أن تستمع المحكمة غدا الأحد إلى شهادة الفريق سامي عنان نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس أركان حرب القوات المسلحة. ويقول محللون إن شهادة طنطاوي وشهادة الفريق سامي عنان ربما تكونان حاسمتين في الحكم بإدانة مبارك أو براءته. وخارج أكاديمية الشرطة -التي تعقد المحاكمة بإحدى قاعاتها- وقف نحو عشرين من الموالين لمبارك ومثلهم من أسر الضحايا ونشطاء يرددون الهتافات، وحالت الشرطة دون وقوع اشتباكات بينهم. وهتف الموالون لمبارك الذين رفعوا صورته “يا مشير يا ابن مبارك، خش ادخل وقول أقوالك”، و”يا مشير قول لمبارك، احنا مش ناسيين أفضالك”. على الجانب الآخر ردد المناوئون الرئيس المخلوع هتافات من بينها “يا مشير قول الحق، مبارك قاتل ولا لأ”. وكانت المحكمة قررت أن يدلي طنطاوي وعنان وعمر سليمان نائب الرئيس السابق، ووزيرا الداخلية الحالي منصور عيسوي والسابق محمود وجدي بشهاداتهم في جلسات سرية، كما حظرت نشر هذه الشهادات لأسباب قالت إنها تتعلق بأمن البلاد.