تزامن الصالون الدولي للكتاب مع حدث يعتبر الأهم عند الشعوب العربية ونقطة تحول في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية للمواطن العربي، إنه ربيع الثورات العربية، ومن خلال هذه الندوة أردنا أن نوضح كيف أن الثورات ألقت بظلالها على الكتاب ومدى انعكاسها على المقروئية والإبداع وعلى صناعة الكتاب·· فكانت وجهات النظر متعددة عند مثقفين من شرائح مختلفة·· مليكة مقدم (كاتبة): الأكيد أن العلاقة بين الكتاب وثورات الربيع كانت تفاعلية بامتياز، بمعنى أن الكتاب وعلى مدار الزمن كان له دور في بناء أفكار شريحة من الطبقات المتوسطة في المجتمعات العربية، فكل هذه التراكمات الثقافية والتربوية والاجتماعية مهدت الطريق للتحرر، كما أن الثورات أو الإرادة في التعبير بشكل أدق ألهمت الكثير من الأدباء والقراء والكتاب، كما أنها أحييت الأمل في قلوب شريحة من المثقفين في مجتمعات عاشت ويلات الاضطهاد الفكري والمعنوي· يوسف بعلوج (كاتب ومدون): الثورات العربية ساهمت عند الكثير من الأدباء والمبدعين في خلق صورة متعددة لروح الإبداع سواء كان في مجال القصة أو الشعر أو الكتابة الروائية، بمعنى هناك كتب ولدت بعد الثورة وتعتبر من الكتب المتخصصة، إلى جانب ذلك هناك كتب أدبية فيها روح الثورة، هذا ما لمسناه في كتاب ''ثوار ليبيا الصابرون'' لمحمد الأصفر الذي يجمع بين الأدب والحكاية· أما بالنسبة لكتابي ''على جبينها ثورة وكتاب'' الصادر عن دار فيسيرا دليل كاف على إيجابية الثورات العربية في عملية الإبداع حيث نقلت الصورة الواضحة للثورة التونسية من خلال معايشتي لقلب الحدث· وتجسد ذلك في حوارات تونسية بعد الثورة قسمته إلى رحلات قبل وبعد الثورة من إجرائي حوارات مع 12 شخصية من عالم السياسة والتدوين في تونس أنجزتها على مدار 12 شهرا من العمل الميداني، إذن، ربيع الثورات العربية حرر الكاتب العربي إلى أبعد الحدود· محمد عباس (كاتب ومؤرخ): هذه الانتفاضة عند بعض الشعوب العربية أعلنت عن ميلاد جديد لحركة الإبداع عند بعض المثقفين من كتاب وروائيين، وهذا ما لمسناه في آخر العناونين الصادرة بعد الثورات العربية، لكن بالنسبة لعملية الإبداع عند الكاتب المؤرخ لا تزال حبيسة الأدراج، حيث أن المؤرخ لا يزال في مرحلة جمع المعلومات والتدقيق في صحتها عكس الكاتب الصحفي الذي ركب الموجة من خلال تنقله إلى الميدان لتدوين ونقل الحدث، لكن هذا لا يمنعنا من التأكيد أن ربيع الثورات رمى بظلاله بشكل إيجابي على عملية الإبداع· محمد صابر (ممثل دار المعرفة المصرية): حقيقة الثورات العربية ساهمت بطرق متعددة في تحريض عملية الإبداع في تخصصات متنوعة سواء كانت أدبية، سياسية أو اجتماعية، فمثلا تضاعف بعد الثورة بمصر إنتاج عدة كتاب من بينهم علاء الأسواني بكتابه ''مصر تحت الاحتياطي'' والكاتب أحمد صبحي في كتابه ''معمر الطاسة''· أما من ناحية أخرى أثرت الثورات بشكل سلبي على الناحية الاقتصادية ويتجسد ذلك من خلال ارتفاع أسعار الكتب، إلى جانب تردي القدرة الشرائية للمواطن البسيط وهذا ما لمسناه في معرض القاهرة للكتاب·