سعد القرش:”لا يمكن أن تجبر كاتبا على الالتزام بقضية ما في أعماله الأدبية” الضوء على عدد من القضايا المتعلقة بالكتابة في الأدب وعلاقة الأدب بالالتزام، في ندوة أدبية خصصت للحديث عن تجربة هذين الكاتبين في إطار الدورة الرابعة للمهرجان الثقافي الدولي للأدب وكتاب الشباب، المنعقد منذ أول أمس بالعاصمة. سعد القرش، اعتبر أن الحديث عن هذا الموضوع، جاء متأخرا، لأن هذا الموضوع كان يمكن أن يطرح بقوة قبل 50 سنة، بالموازاة مع صعود المدّ القومي إلى أعلى مستوياته، لهذا هو يعتبر نفسه غير مدرك بالمعنى الحقيقي للالتزام في الأدب اليوم، فالأدب الملتزم في اعتقادي - يقول القرش - هو أن يكون أولا أدبا بغض النظر عما إن كان أدبا ملتزما أم لا، فإن كان أدبا فلا بد أن يكون أدبا ملتزما كقضية الإنسان، لا يعني أن يكون الأدب متمحكا في قضية كبرى ونسقط عنه شروط الأدب، بمعنى هناك كتابا وكتابات متواطئة قليلة القيمة ولكنها تندد بالديكتاتورية وترفع شعارات ضخمة جدا، رغم هذا لا يبقى من هذا الأدب أي شيء. وأضاف المتحدث قائلا في ذات السياق، إنه مع مرور الزمن اكتشف أن عددا كبيرا من الأعمال التي كانت مرتبطة بقضية معينة، وملتزمة بها سقطت في عيون النقاد والكتاب والقراء، كما كانت هناك سقطات أخرى لعدد آخر من الأعمال الأدبية التي كانت بعيدة عن الشروط التي يقوم عليها الأدب عموماً، خاصة أن تلك الكتابات كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بقضية معينة. ونوه سعد إلى أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تجبر كاتبا معينا على الالتزام وتبني قضية ما، لأن التاريخ أثبت أن الأعمال التي لا تحمل شعارا هي الأبقى في الساحة، لهذا نجح نجيب محفوظ في أن يظل في المشهد الإبداعي العربي منذ سنوات طويلة جدا. من جهته تحدث الشاعر والمثقف خالد النجار، عن قضية الالتزام في الأدب، معتبرا أن قضية الالتزام يمكن أن نستشفها اليوم من الشبان العرب الذين قادوا ثورات “الربيع العربي” وأسقطوا الأنظمة الفاسدة، تماما كما حدث في تونس ومصر، حيث استعان هؤلاء بوسائل الاتصال الحديثة، كالفايسبوك، لنقل نبض الشارع إلى كل البلدان، لهذا فهو يعتبر أن الأدب الحقيقي اليوم يكتب في الفايسبوك، لكونه الوحيد الذي استطاع أن يبرز من الحياة اليومية بنصوص تعبر عن اللحظة التي يعيشها الناس لذلك هي في نظره أهم من أي نصوص وشعارات جافة ستتناولها الروايات ودواوين الشعر. وقبل أن يختم حديثه عن هذه النقطة أكد النجار أن الشعارات لا تصنع نصا أدبيا. وبالحديث عن المثقف ودوره في الثورات التي تحدث اليوم في الوطن العربي، قال المتحدث إنّ التاريخ طالما أكد أن المثقف هو الذي يقود المجتمع واسمرت هذه الفكرة إلى أن ظهر جيل الفايسبوك الذي غيروا هذه المقولة وقضوا على هذه الأسطورة، لسبب بسيط هو أنّ هؤلاء الشبان تقدموا في ميادين التحرير وساحات النضال عن هؤلاء النخب المثقفة، ووحدهم من قادوا الثورات العربية.