ما من شك أن الطريقة التي وظفها المدرب البوسني حليلوزيتش تختلف تماما عن تلك التي انتهجها المدربان رابح سعدان وعبد الحق بن شيخة، وأوجه الاختلاف التي توجد بين التقنيين الثلاثة تكمن أساسا في توزيع اللاعبين فوق الميدان وكذا التوازن في الخطوط الثلاثة· ولنبدأ بالمدرب سعدان الذي استطاع في فترة ما بفضل خطته 3 - 5 - 2 أن يؤهل منتخبنا الوطني إلى كأسي إفريقيا والعالم، وخلالها جاءت جل الانتصارات من خلال الكرات الثابتة إذا استثنينا طبعا بعض الأهداف التي سجلت عن طريق الهجمات على منوال ما حدث أمام مصر مثلا بملعب البليدة وأم درمان، وكان ما يؤخذ عادة على خطط المدرب سعدان هو ميله لتحسين الدفاع والوسط وإهمال القاطرة الأمامية، وكانت الانتقادات التي وجهت إليه تتمثل في تحفظه المفرط وعدم المجازفة وفتح اللعب· ولئن كان المدرب سعدان قد صرح في هكذا مناسبة بأننا لا نملك منتخبا تنافسيا بإمكانه اللعب بتنسيق كبير، وأن كل ما في الأمر أن الانتصارات التي حققناها جاءت بإرادة اللاعبين ليس إلا، فإن كل النتائج الإيجابية التي سجلها لم تشفع له، واضطر معها إلى رمي المنشفة· أما المدرب بن شيخة الذي يلقب بالجنرال، فلم يستطع أو يغير الشيء الكثير من أداء الخضر، بل على العكس من ذلك لم يتمكن حتى من إعادة إنجازات سعدان ونتائجها التي وصل إليها مع المنتخب الوطني، فخلال إشرافه على الخضر، لم يتمكن من تغيير عادة التسجيل عند الخضر، حيث اكتفى بهدف من ضربة جزاء اختزل انتصاراته مع المنتخب الوطني، قبل أن يكشف عن عيوبه التكتيكية خلال لقاء مراكش ضد المغرب عندما تلقى رباعية تاريخية، وقدم فيها منتخبنا أسوأ مردود له منذ سنوات· وإذا كان هناك عامل مشترك بين المدربين سعدان وبن شيخة، فهو بدون شك عدم قدرتهما على إزاحة ركائز الفريق من التشكيلة الأساسية، حيث ظلا يعتمدان على نفس الأسماء بغض النظر عن جاهزيتها من عدمها· ويمكن القول أن مجيء حليلوزيتش قد غيّر الكثير من الأشياء خاصة في الجانب الانضباطي، حيث أبدى صرامة كبيرة في التعامل مع المجموعة على قدم المساواة، ويدرك اللاعبون معه بأنه لا مجال للمحاباة وفرض الأمر الواقع عليه، ولعل اللاعب بودبوز أو زياني وأخيرا بوعزة قد فهم الدرس جيدا· أما عن أسلوب اللعب الذي طبّقه في خرجتيه أمام تنزانيا وإفريقيا الوسطى، فهو بالتأكيد يختلف تماما عن سابقيه، كونه صرح في هكذا مناسبة بأنه يفضّل اللعب الهجومي، وهو ما تجسد خاصة خلال لقاء أول أمس الأحد، رغم اعتماده على دفاع مسطح (دفاع المنطقة)· وحتى إن كانت الخطة التي طبقها منتخبنا لم تقابلها خطة مضادة من الخصم نظرا لمحدودية عطائه في اللقاء، إلا أن بوادر لعب الهجوم ظهرت بشكل جلي في الاستراتيجية التي ينوي البوسني اعتمادها خلال مشواره مع الخضر·