وضعت فصيلة الأبحاث للدرك الوطني، هذا الشهر، حدا نهائيا لجماعة أشرار تنشط في العديد من ولايات الوطن متكونة من 12 شخصا تتراوح أعمارهم بين 25 سنة و60 سنة، تعمل على تزوير العملة الوطنية والأجنبية وضخها في السوق داخل التراب الوطني وخارجه، بما في ذلك العاصمة· وقد استرجعت فصيلة البحث، خلال هذه العملية النوعية التي اشتغلت عليها لعدة شهور، عتاد تزوير ومبلغ مالي مزوّر قدره أكثر من 84 مليون سنتيم، إضافة إلى أوراق مالية من عملات أجنبية لدول عربية ودول شرق أوروبا وجنوب آسيا، وحتى أمريكا اللاتينية، كانت هذه العصابة تقوم بتزويرها هي الأخرى، وقد تم تقديم المعنيين بالأمر أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش، وأودعوا الحبس· تعود حيثيات القضية إلى حوالي شهر، بعد ورود معلومات مؤكدة مفادها وجود عصابة تروج أوراقا مالية مزوّرة بالجزائر العاصمة، ومنذ ذلك الوقت والأبحاث متواصلة إلى غاية 8 نوفمبر، حين تأكدت المعلومة، وأوقف الشخص الأول على رأس العصابة بمحطة سيارات الأجرة بالخروبة المدعو (م· ج) 55 سنة يقوم بترويج العملة الوطنية والأجنبية المزوّرة على مستوى الجزائر العاصمة، مقابل سعر حقيقي أدنى من المبالغ المالية المروجة· وبعد تفتيشه بعين المكان حجز المحققون بحوزته مبلغا ماليا من العملة الوطنية مزوّرة من فئة الألف دينار قدره 77 مليون سنتيم· كما كان بحوزته قيمة مالية من العملة العربية وعملات أجنبية أخرى· وبعد اقتياده إلى مقر الوحدة للتحري والتحقيق معه، تأكد أنه تحصل على المبلغ المحجوز لديه من عند أحد الأشخاص بمدينة وهران، معترفا أنه تعرّف على هذا الأخير، منذ حوالي شهر فقط، بواسطة المسمى (ق· د) 55 سنة من مدينة سعيدة، والتقوا بمدينة تيارت واقترحا عليه التعامل معهما في ترويج العملة الوطنية والأجنبية المزوّرة على مستوى الجزائر العاصمة· ومواصلة للتحقيق بغرض الوصول إلى العنصر الرئيسي في هذه القضية وشريكه المسمى (ق· د)، تنقل الدركيون المحققون إلى ولايتي وهرانوسعيدة، وتمكنوا من توقيف (ق· د) بسعيدة الذي كان رفقة شخص آخر يدعى (ح· ح) 34 سنة وعثر بحوزته على مبلغ بالعملة الوطنية مزوّر يقدر ب 72 مليون سنتيم من فئة 1000 دج، هذا الأخير صرح أنه أحضر ما قيمته 80 مليون سنتيم مزوّرة من مدينة مغنية تلمسان· على إثرها تنقل المحققون إلى حي الحمري مدينة وهران وأوقف المسمى (ل· ي) 44 سنة الذي كان على متن سيارة نوع ''فولكس فاغن توارق'' رفقة المسماة (أ· س) 26 سنة التي ترافقه في جميع التنقلات من أجل تمرير العملة المزوّرة لتغليط المصالح الأمنية، مؤكدا التقاءه في العديد من المرات بالمدعوين (ر· د) 39 سنة و(و· م) 30 سنة من مدينة مغنية اللذين تعرف عليهما بواسطة المسمى (ق· د) بغرض المتاجرة في الأوراق النقدية الوطنية والأجنبية المزوّرة التي كانت تروّج خارج الحدود المسمى (ل· ي) في حين تجلب العملة الأجنبية المزوّرة، خصوصا العملة العربية، من عند المدعو (س· ن) من ولاية تيارت لترويجها بالمناطق الحدودية· وعند تفتيش مسكنه، حجز عتاد إعلام آلي وأوراق نقدية من مختلف العملات· ومتابعة للتحقيق مع المشتبه الأول (م· ج) استغل المحققون الوثائق المحجوزة لديه تبين أنها تحمل بيانات باسم (ع· ج) وليس (م· ج)، وعند استفساره عنها أقر أنه كان منتحلا هوية مغايرة كونه محل أمر بالقبض 05 مرات، مما جعله يلجأ إلى استصدار رخصة سياقة مزوّرة· ومواصلة للتحقيق باستغلال تصريحات (ق· د) تنقل الدركيون المحققون إلى ولاية تلمسان، حيث تمكنوا من توقيف المعني (ر· د) الذي أقر أنه تعرف منذ حوالي شهر ونصف بمغنية على أحد الأشخاص الذي أخبره أنه يحوز مبلغا مزوّرا من العملة الوطنية يقدر ب 90 مليون سنتيم طالبا منه إيجاد من يقتنيه مقابل 30 مليون سنتيم حقيقية على أن يتقاضى هو عمولة 05 ملايين سنتيم· أما المصدر الحقيقي للأموال المزوّرة، فأشار المسمى (ر· د) إلى أن المبالغ المالية تزوّر -أيضا- بمساعدة من أشخاص من جنسيات إفريقية، ليتم استعمالها في شراء مادة المازوت المهربة من الجزائر باتجاه الحدود الغربية· ونظرا لانتشار عناصر الشبكة كثفت التحريات ليتم توقيف المدعو (و· م) 30 سنة بوسط مدينة مغنية، بحكم أنه كان وسيطا· كما أوقفت عناصر التحقيق المدعو (ن· ط) 43 سنة ببلدية مغنية و(ر· ي) 43 سنة، اللذين روجا مبلغ 90 مليون سنتيم مزوّر و(ح· ج) 60 سنة، هذا الأخير الذي أوقف بمحطة نقل المسافرين بوسط مدينة معسكر· وأسفر التحقيق عن توقيف 12 شخصا تتراوح أعمارهم بين 25 و60 سنة تنشط عبر مختلف ولايات الوطن الجزائر، تيارتوسعيدة، معسكر، وهران وتلمسان·