أحبطت فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية الجزائر عملية إغراق السوق بالعملة الوطنية المزورة بعد اختراق شبكة إجرامية تضم 8 أفراد أدى الى تفكيكها، كانت تنشط بعتاد متطور على مستوى ولايات المسيلة، بسكرة، تيزي وزو والعاصمة التي تعرف بنشاطها التجاري المكثف. * وكان عناصر هذه الشبكة يستهدفون أسواق الحراش، الحميز باب الزوار، والكاليتوس وأيضا تجار الجملة للترويج للأموال المزورة حيث تم ترويج ما لا يقل عن مليوني سنتيم في أول عملية للعصابة. * وأفاد عرض لتفاصيل القضية أمس خلال لقاء صحفي بالعاصمة، أن معلومات وردت الى فصيلة الأبحاث تفيد بتداول أوراق نقدية مزورة خاصة بالجهة الجنوبية الشرقية بالعاصمة خاصة بحيي براقي والكاليتوس ليتقدم بعدها تاجر جملة مختص في بيع المواد الغذائية ببراقي، بإبلاغ مصالح الدرك بحيازته أوراق مالية مزورة، وأفاد المحققين أن بحوزته ورقة نقدية ب500دج منحها إياه شخص يملك رقم هاتفه فقط، وقادت تحقيقات الدرك الى تحديد هويته وتوقيفه حيث ضبط بحوزته مبلغ 1000 دج مزورة، واعترف أنه مروج العملة الوطنية المزورة بالعاصمة، وأنه يقوم بجلبها من شخص آخر كان يلتقي به عادة بضواحي ولاية تيزي وزو ولا يملك إلا رقم هاتفه أيضا دون تفاصيل أخرى. * * شبكات تزوير العملة..سباق نحو التسلح * واستغلالا لاعترافات مروج براقي، تنقل المحققون الى ولاية تيزي وزو في موعد عقد الصفقة لكن المروج الثاني الذي يعد الوسيط الأساسي، لم يحضر أول مرة ليتم إغراءه بترويج مبلغ مالي قدره 100 مليون سنتيم، حيث حدد موعدا مع مروج براقي بضواحي بوسعادة بولاية المسيلة، وهناك تم إيفاد دركي متسرب اخترق الشبكة و"انتحل" صفة مروج أيضا، وتم التنقل الى بوسعادة حيث عاين رجال الدرك هناك اعتماد الشبكة الإجرامية "مخططا أمنيا" لتأمين تحركات أفرادها وأيضا للإفلات حسبما تبين لاحقا، حيث أكد لهم المروج أن الأوراق المالية المزورة سيتم جلبها من ولاية بسكرة واستغرقت المفاوضات لتحويل 100 مليون سنتيم من الثانية بعد الزوال الى الخامسة مساء قبل تدخل رجال الدرك بعد أن كان أفراد الشبكة يخططون للإستيلاء على المبلغ المالي الحقيقي بالإعتداء على "الزبائن"، حيث حجزوا بحوزتهم سلاحا أبيض من نوع سيف، وحدد المحققون مكان الورشة التي تقع بضواحي بوسعادة وحجزوا بها العتاد المستعمل في التزوير يتمثل في جهاز إعلام آلي، سكانير وآلة ناسخة، كما ضبطوا عينة من الأوراق النقدية المزورة من نوع 500دج، وكمية من الأوراق البيضاء المعدة للتزوير الذي مس الخيط الفضي في الأوراق النقدية، حيث كان يتم نسخها، ولفت مسؤول الدرك المشرف على التحقيق، الى أن العقل المدبر كان يتقن استخدام الإعلام الآلي وكان لا يسجل الملفات الموجهة للطبع لمحو آثار الجريمة وعرقلة التحقيقات الأمنية التي لن تتوصل بموجب ذلك الى أي دليل. * وتتراوح أعمار الموقوفين بين 26 و28 عاما، وهم بطالون منهم مسبوقون في قضايا الضرب والجرح العمدي، اختاروا الربح السريع في تزوير الأوراق المالية، وقد تمت إحالتهم أمس على وكيل الجمهورية لدى محكمة الحراش الذي أمر بإيداعهم الحبس. * * استهداف تجار الجملة والموالين ومحطات البنزين و"تعاون" مع الإرهاب * وكانت مصالح الدرك الوطني قد عالجت 15 قضية تتعلق بتزوير العملة الوطنية والأجنبية على مستوى 15 ولاية منذ بداية العام الجاري، أسفرت عن حجز مبالغ مالية مزورة بقيمة 1939800دج أي حوالي مليوني دج في أقل من 3 أشهر بولايات ميلة، المسيلة، وهران، تبسة، المسيلة، الطارف، سطيف، وتلمسان لكن أغلب القضايا المعالجة بحسب تقرير متوفر لدى "الشروق اليومي" كانت بولايات الشرق الجزائري، وتم خلال هذه الفترة إحباط عمليات تزوير بقسنطينة بقضيتين، البيض غرب البلاد، أم البواقي في الشرق وعين الدفلى، وكان أغلب المتورطين أجانب أفارقة أغلبهم مهاجرون غير شرعيين يقومون بالتزوير والنصب والإحتيال، وتستهدف هذه الشبكات تجار الجملة ومحطات البنزين وأسواق المواشي خاصة في المناسبات لترويج الأموال المزورة حيث كانت مصالح الدرك قد كثفت من دورياتها في المناسبات لإحباط هذه العمليات. * وفي موضوع متصل ، تفيد أوساط على صلة بالتحقيق في هذا النوع من القضايا، أنه لا يستبعد التنسيق بين الجماعات الإرهابية والعصابات المختصة في تزوير العملة الوطنية بعد أن أبثتت التحريات صلة المهربين بالجماعات الإرهابية في مجال التمويل خاصة وأن الجماعات الإرهابية تواجه عجزا في السيولة لشراء المؤونة والسلاح والتجنيد.