أعلن حسين آيت أحمد رئيس جبهة القوى الاشتراكية، في رسالة لدورة المجلس الوطني، جرت أمس، تنحية السكرتير الأول كريم طابو وتعويضه بعلي العسكري السكرتير السابق، مبررا ذلك بأن الحزب ''في حاجة إلى تغيير أساليبه تحضيرا للاستحقاقات الانتخابية القادمة''، وهو التوجه العام الذي قرأه مناضلو ''الأفافاس'' على أنه إعلان صريح للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة· قال حسين آيت أحمد، في رسالة وجهها إلى الدورة العادية للمجلس الوطني، أن الجزائر وصلت إلى وضع سياسي واقتصادي خطير، ''أقرّه النظام بطريقة عنيفة على الشعب الجزائري، وهو ما يجب أن ندين محاوره بشدة، لأنه يرهن مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة''· وأضاف آيت أحمد ''إن الوضع الذي تعرفه البلاد يستلزم مواجهتنا لعدة تحدّيات كبيرة ورهانات حيوية''· مقابل هذا يقول ''المعارض الأزلي'' للنظام، في رسالته لمناضلي الجبهة، إنه ''يتعين علينا أن ننظم صفوفنا ولو بتواضع إمكانياتنا لضمان التضامن من أجل العدالة الاجتماعية''· وبعد ثناء آيت أحمد على السكرتير الأول السابق كريم طابو الموصوف بأنه من أشد المعارضين للمشاركة في الاستحقاقات القادمة، بقوله إن ''أمامه مستقبلا زاهرا في الحزب لنباهته وقناعاته السياسية، إلا أنه اليوم يجب أن نزن متطلبات الزمن السياسي الذي نعيشه، فالورشات عديدة وفي بعض الأحيان ضخمة والاستحقاقات على الأبواب، وهي فترة بذل المجهود الأكبر مع الإبقاء على التزاماتنا الأساسية وتحمّل مبادئنا''، وزاد قوله ''يجب مراجعة أساليبنا بذكاء ومخيال سياسيين'' في إشارة واضحة إلى أن آيت أحمد يريد توجيها عاما نحو مشاركة في الاستحقاقات القادمة، تهدف إلى التشريعيات بالدرجة الأولى، بعد سنوات من المقاطعة· وأعلن آيت أحمد إرجاء المؤتمر الوطني الخامس، وإتاحة الفرصة أمام اتفاق وطني ''كإطار أمثل لنقاش أوسع وأكثر حرية حول الاستحقاقات القادمة، وإجماع أقوى من أجل اتخاذ القرار''· وأعلن آيت أحمد أنه يعيّن علي العسكري خلفا لكريم طابو، قبل انتهاء آجال عهدته الرسمية (عامين)، موكلا للأول مهمة ''جمع طاقات الحزب''، تحسبا ''لتغيير أساليب الحزب'' مع الوضع السياسي الجديد الذي يعد له الرئيس بوتفليقة إطاره القانوني، من خلال الإصلاحات التي يقودها والتي يبدو أن الأفافاس سيلتحق بها بعد أن تدخل حيز التنفيذ·