في خطوة مفاجئة، أقدم أمس الزعيم التاريخي لحزب جبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد، على تنحية السكرتير الأول كريم طابو، واستخلافه بعلي العسكري الذي سبق له تولي هذا المنصب قبل طابو· وجاء قرار استخلاف طابو بالعسكري خلال الدورة العادية للمجلس الوطني التي تابعها آيت أحمد بواسطة ”الفيديو كونفرونس” من سويسرا مقر إقامته· وقد وصف طابو قرار تنحيته بالعادي قائلا ”هذا أمر عادي جدا على مستوى الحزب، وأتمنى أن يعطي العسكري دفعا أكثر”· وحسب النظام الداخلي للحزب، فإن فترة السكرتير الأول للأفافاس تمتد لسنة واحدة فقط، حيث تم تجديد الثقة في كريم طابو لثلاث عهدات متتالية منذ انتخابه سنة .2007 كما سبق لعلي العسكري أن شغل هذا المنصب لثلاث عهدات امتدت من سنة 2004 إلى غاية ,2007 وهي السنة التي تولى فيها طابو هذا المنصب· وسبق لكريم طابو أن قدم استقالته نهاية 2007 من منصبه، نتيجة النتائج الهزيلة التي تحصل عليها حزبه في الانتخابات المحلية السابقة، غير أن رئيس الحزب حسين آيت أحمد رفض الاستقالة وصرح حينها أنهئ”منذ تعيينه تمكن طابو من القيام بمهام هامة ولا زلت أقدر إسهامه الحاسم في تنظيم استحقاقات داخلية، لذا أثبته في منصب أمين وطني أول ليضطلع بالمهام التي تنتظرنا”· ورغم أن الأسباب الحقيقية التي دفعت برئيس جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد، لاتخاذ مثل هذا القرار لم تتضح بعد، غير أن بعض التسريبات من بيت الأفافاس أكدت أن معارضي طابو من داخل الحزب أقنعوا الدا الحسين، أن طابو يخطط للاستحواذ على رئاسة الحزب خلال انعقاد المؤتمر الوطني الخامس السنة المقبلة، وذلك بتعمده إقصاء الإطارات المحسوبة على آيت أحمد وتسييره للحزب بطريقة ”عسكرية”، ما دفع بجماعة 63 التي تعتبر من مؤسسي الحزب إلى رفع شكوى لزعيمه التاريخي المقيم حاليا بسويسرا، تشكو فيها ممارسات طابو وانفراده بالقرارات وعدم استشارته للأمانة الوطنية· وقد تجلى انزعاج زعيم الأفافاس من الشكاوي الكثيرة التي وصلته ضد كريم طابو، من خلال إقدامه على إعادة ترتيب البيت والإقدام على تعيين أمانة وطنية جديدة وتنصيب علي العسكري على رأس لجنة الأخلاقيات في شهر جويلية المنصرم، ما اعتبر بمثابة قرب عزل كريم طابو من منصب الأمين العام الوطني للأفافاس، خاصة أن غالبية أعضاء الأمانة الوطنية الذين كانوا محسوبين على طابو تم استخلافهم بأعضاء جدد أكثر ولاءً لحسين آيت أحمد·