استقبلت مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، منذ بداية السنة الجارية، ثماني نساء حوامل، أظهرت التحاليل التي أجريت لهن، أنهن مصابات بداء السيدا، الأمر الذي اضطرهن للخضوع لمراقبة دورية والبقاء في المصلحة لأيام قبل إجراء عمليات قيصرية لاستخراج مولودهن الذين جاءوا للدنيا بصحة جيدة وغير حاملين للفيروس، حسب ما ذكره المختص في أمراض النساء والتوليد بذات المصلحة الدكتور لونيس سيف الدين· وأضاف الدكتور في ذات السياق على هامش المحاضرة التي ألقاها بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، صباح أمس، بمناسبة اليوم العالمي للسيدا المصادف ل 1 ديسمبر من كل سنة، بأن وفي وقت سابق المصالح الطبية كانت تتخذ قرار وقف الحمل وإسقاط الجنين لكل امرأة حامل تظهر التحاليل حملها للداء، بهدف الحد من انتشاره وتجنب إصابة أشخاص آخرين به خاصة الأطفال الرضع، لكن في الوقت الحالي تغير الوضع بفضل التكنولوجيا المتطورة، حيث أن قيام الحامل ببعض التحاليل الطبية منذ الشهر الأول لحملها وشربها لبعض الأدوية الضرورية يجعل نسبة انتقال العدوى للجنين تنحصر في نسبة ال 1%، التجربة التي تم تطبيقها على النساء الحوامل الثمانية بمستشفى ابن باديس ووضعن مولودهن في ظروف صحية جيدة وغير حاملين للداء القاتل، وهي القضية التي حاول المحاضرون شرحها بدقة وحث النساء الحوامل على ضرورة المتابعة الطبية منذ بداية الحمل للحفاظ على سلامة الرضيع على غرار الدكتور بوشاقور الذي تطرق في محاضرته إلى أن الكشف المبكر عن الداء يرفع وبشكل كبير نسبة الشفاء لدى المصاب الذي لم تظهر عليه أعراض المرض إلا بعد مرور ثماني سنوات من حمله للفيروس في الدم، المدة التي تعتبر جد كافية لعلاج كل مريض في حال تابع المعالجة المنصوص عليها· أما عن الأسباب التي تقف وراء انتشار الداء وسط مجتمعنا، فأضاف ذات المتحدث أن الأمر يعود لعدم وعي البعض وتجاهل آخرين لتدابير العلاقات الجنسية غير الشرعية، يضاف لذلك التستر على المرض وعدم الإفصاح عنه· من جهتهم ذكر الأخصائيون الذين حضروا الملتقى بصفتهم ممثلين لمستشفى محمد بوضياف بالخروب أن الأخير سيتدعم مطلع السنة القادمة بمركز جديد لإجراء التشخيص المبكر لداء نقص المناعة المكتسبة ومخبر خاص لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية الضرورية الإنجاز الذي من شأنه توسيع مجال التقليل من الإصابة بالداء وتقريب العلاج منه من المواطن·