أكد أحسن بوفنيسة، رئيس جمعية ''أيدز تضامن''، على مساهمة إجراء فحوص الكشف الطوعي عن السيدا في العيادات الجوارية في تشجيع الشباب على التقدم للفحص. وأوضح أنه مع فتح المراكز الجديدة، تسجل شهريا حوالي 50 حالة جديدة حاملة للفيروس على المستوى الوطني، إلى جانب 50 ولادة لنساء حاملات للفيروس. مضيفا أن الدراسات والبحوث أفادت بوجود إمكانية لعدم انتقال الفيروس من الأم للجنين، مشيرا إلى وفرة الأدوية بالرغم من الانقطاعات التي تعرفها في بعض الأحيان، معتبرا المشكل الوحيد الذي يواجه المصابين هو التحاليل الخاصة ''بالشحنة الفيروسية''. * يلاحظ تزايد في عدد الحالات الحاملة للفيروس بالرغم من تزايد وعي المجتمع بفضل نشاط الحركة الجمعوية، إلى ما يرجع ذلك؟ - في السابق ومقارنة بالسنوات الماضية، عدد المصالح التي تجرى على مستواها فحوص السيدا كانت قليلة، فمثلا كان مستشفى القطار المصلحة الوحيدة التي تستقبل الراغبين في إجراء الفحوص الطوعية من سكان العاصمة. ولكن ومع افتتاح سنة 2005 مركز الكشف الطوعي ببوغرمين، الذي ساهمت الجمعية رفقة الجمعيات الأخرى الناشطة في الميدان بالترويج له من خلال حملة إعلامية وتحسيسية واسعة، تحفز وتشجع المواطنون أكثر على التقدم لإجراء الفحص ما ساهم في تزايد عدد الحالات المسجلة، ومنذ 2007 بدأت الأرقام تظهر أن الإصابات في تزايد مستمر بفضل هذه المراكز. * الجمعية حاضرة بصفة مستمرة عبر مراكز الكشف الطوعي، كم عدد الحالات المسجلة شهريا، وهل هي بنفس النسبة لدى الجنسين؟ - عدد الحالات الحاملة للفيروس المسجلة شهريا على المستوى الوطني يناهز ال 50 حالة، وما دفعنا إلى الكشف عن هذا الرقم كمعدل شهري هو الحالات المتوافدة على مستشفى القطار. كما نسجل حوالي 50 ولادة سنويا لأمهات حاملات لفيروس السيدا على المستوى الوطني. *ما نسبة انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين؟ - تزايدت نسبة الإصابة لدى النساء والأطفال في السنوات الأخيرة وما ينبغي التشديد عليه هو طريقة تلقي العدوى، فلم تتلق جميع الحالات الفيروس بنفس الطريقة المعروفة أي العلاقات الجنسية، فمنها ما تلقتها عن طريق الخطأ ومنها ما نقلت لها في إطار علاقة شرعية عن طريق الزوج. في حال حدوث حمل فهناك احتمال بعدم انتقال العدوى من الأم إلى الجنين حسب ما أظهرته البحوث والدراسات. * كيف يمكن التأكد من إصابة الجنين من عدمها؟ - الكشف عن الإصابة تختلف لدى البالغين عنها لدى المواليد الجدد، فعلى عكس البالغين الذين تظهر التحاليل ما إذا كانوا حاملين للفيروس أم لا بعد مرور 4 أسابيع من الإصابة، فإن المواليد الجدد لا يمكن التأكد من وضعيتهم الصحية إلا في عمر 18 شهرا. علما أن المرأة الحاملة للفيروس تخضع طبلة فترة الحمل إلى متابعة طبية وعناية فائقة، بحيث تتخذ لصالح جنينها مجموعة من الإجراءات الوقائية عن طريق إخضاعها لتحاليل الشحنة الفيروسية بطريقة منتظمة، للشروع في وضعها تحت العلاج الثلاثي في الوقت المناسب في حال كشفت هذه التحاليل ارتفاع معدل الفيروسات في الجسم، وإذا ما تبين أن المعدل منخفض فيقدم لها دواء خاص بالجنين في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. ولا تكون الولادة طبيعة بل قيصرية وهذا لضمان أكبر هامش من الأمان لصحة المولود حتى لا يختلط بدم والدته وبقية الإفرازات التي قد ترفع من نسبة احتمال إصابته. * من القابلات من تسيء معاملة حاملات الفيروس من الحوامل من باب الخوف، هل هناك إجراءات متخذة في مجال الولادة؟ - يكون الطاقم الطبي وشبه الطبي والقابلات مؤهلين خلال أي عملية ولادة، وملزمين بمعاملة جميع النساء بنفس المعاملة من باب الوقاية، حيث يتم تكوين العمال وتزويدهم بشروط الوقاية من الأمراض المتنقلة عن طريق الدم باستخدام الوسائل المساعدة على ذلك كالقفازات مثلا خلال عمليات المعاينة والفحص والتوليد. أما التمييز فلا يحق لأي كان أن يميز في معاملته بين النساء الحوامل، فإذا كان الطبيب أو القابلة يهدف إلى وقاية نفسه من تلقي العدوى فهو مجبر على أن يضع في اعتباره أن جميعهن محل شك. * الجمعية منزوية تحت لواء شبكة جمعيات الأمراض المزمنة والتي عقدت مؤخرا ندوة صحفية تشكو فيها ندرة الأدوية، ما وضعية حاملي فيروس السيدا من مسلسل انقطاع الأدوية؟ - يقارب عدد الإصابات بفيروس فقدان المناعة المكتسبة بالجزائر المعلن عنها رسميا من طرف وزارة الصحة 4 آلاف و500 حالة، لا تتعاطى جميعها الأدوية الخاصة بها، حيث ثلث الحالات فقط تتلقى العلاج، وهذا حسب درجة المناعة. مما لا يشجع المخابر الدولية على تزويد الجزائر بالأدوية علما أن الدولة توفر العلاج مجاني لجميع المصابين المحتاجين له منذ 1989 . ففعلا تحدث أحيانا بعض الانقطاعات بسبب التسويق إلا أنها غير مؤثرة بدرجة كبيرة وعلى العموم الأدوية متوفرة، فلا يشكو حاملو الفيروس من نقص الأدوية وإنما مشكلتهم الوحيدة هي التحاليل الخاصة بالشحنة الفيروسية. * إلى ما ترجعون مشاكل تحاليل الشحنة الفيروسية؟ - يعاني جميع الأشخاص الحاملين لفيروس فقدان المناعة المكتسبة من نقص في التحاليل الخاصة بقياس الشحنة الفيروسية، فالنقص مسجل على مستوى التكفل البيولوجي، ويبقى هذا مرتبطا بعوامل التمويين فمادامت الجزائر تعرف تبعية في مجال التجهيزات لهذا النوع من الفحوص يبقى مشكل المرضى قائما، فنوعية العلاج تتوقف على نتائج الفحوص، وعليه كجمعية ناشطة في مجال مساعدة المرضى المصابين بالسيدا نطالب الوزارة بأن تهيئ جميع مراكز الفحص بالإمكانيات اللازمة. * هل ترون أن مراكز التشخيص كافية لإجراء الفحوص؟ - يوجد مركزان للفحص الطوعي في العاصمة، حيث توجد هذه الفحوص على مستوى مستشفى القطار والعيادة متعددة الخدمات بوغرمين، وتعد كافية للكشف عن الحالات الحاملة للفيروس. لكن يجب ربطها بدور الحركة الجمعوية في التحسيس والتوعية بأهمية التقدم للكشف الطوعي وفائدته. * تركز الجمعية جهودها على الوقاية، ما هي الأساليب التي تنتهجها؟ - تحتاج الوقاية إلى متابعة وأقلمتها مع تطور العصر والشريحة المستهدفة من العملية التحسيسية، فمن خلال عملها الميداني لمدة 10 سنوات انتقلت من تركيز جهودها الوقائية على المحاضرات والمنتديات وتوزيع المطويات أي عمل كلاسيكي، إلى العمل الميداني الجواري عن طريق الاحتكاك المباشر بالشباب وإدراج برامج التوعية والوسائل التثقيفية التي تعمل بها الدول المتقدمة من عرق أفلام ومسرحيات هادفة وأغاني الراب الشبابية حول الموضوع وهذا منذ سنة 2005 عن طريق إنجاز الأشرطة السمعية والأقراص المضغوطة، حيث أصبحت الجمعية تعمل كشريك مع الأطراف الأخرى وخاصة الجمعيات الثقافية لتبليغ رسالتها من أجل التمكن من الصمود في وجه مخلفات العولمة التي غزت مجتمعنا الجزائري دفعة واحدة ما أدى على تراجع فعالية الجمعية، فبعدما كانت تستهدف فئة ما فوق 15 سنة وجدنا أنفسنا اليوم ملزمين بالتوجه برياستنا التحسيسية إلى فئة أقل من 15 سنة أيضا. * هل هذا راجع لتطور وسائل الإعلام والاتصال والتكنولوجيا الحديثة؟ - ساهم التطور التكنولوجي بشكل كبير في انتشار مثل هذه الآفة لكن ما يساهم أكثر هو الغياب شبه الكلي للأولياء، ويمكن القول إن 80 بالمائة من الأولياء منسحبون تماما عن مراقبة استخدام أبنائهم للتكنولوجيا الحديثة، فمن الآباء من هم أميين وليس بإمكانهم مراقبة نوع المواقع التي يتصفحها أبناؤهم على الإنترنت، ومن الأطفال من يحمل صورا وفيديوهات لا أخلاقية على هواتفهم النقالة ويكتفون فقط بتغيير ذاكرة الهاتف لدى عودتهم إلى المنزل ولا يمكن لهؤلاء الآباء أن يتفطنوا أبدا لما يقوم به أبناؤهم، فالتوعية ضد مخاطر السيدا وطرق انتشاره يجب أن تستهدف أيضا الآباء لإرشادهم إلى السبل الصحيحة لمراقبة أبنائهم. * شاركت الجمعية في المشروع الوطني الثلاثي لمكافحة السيدا لسنة 2005، كيف تقيمون البرنامج، وما هي البرامج الأخرى التي ستشارك فيها؟ - استفادت سنة 2005 حوالي 12 جمعية على المستوى الوطني من دعم الصندوق العالمي لمكافحة السيدا بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، حيث شرعت هذه الأخيرة بالتعاون مع الجمعيات في إنجاز مشروع وطني خاص بمكافحة السيدا يمتد على مدى ثلاث سنوات إلى غاية 2008 على أن يكون قابلا للتجديد، وتدعمت هذه الجمعيات خلال هذه الفترة بالوسائل المادية والبشرية اللازمة وبدأت في جني ثمار البرنامج، إلا أنه ولدى انتهائه لم يعد بعثه من جديد ونتمنى لو يعاد إطلاقه مجددا.