قال حماري وهو يتابع نشرة الأخبار الرئيسية.. هل تعرف يا صديقي لا أدري لماذا كلما أرى وجوه السياسة عندنا إلا وأزداد قلقا وأحس بأن فراغا رهيبا يملأ الساحة السياسية·· صحت ساخرا·· كل هؤلاء وتقول فراغ؟ قال وهو ينهق كعادته·. أنا صادق فيما أقول على الرغم من وجود تيارات كثيرة بين الإسلاميين والديمقراطيين وغيرهم لكن ليس هناك من ايعمر العينب·· قلت·· لأنك تطلب المستحيل أيها الحمار·· قال·· أنا لا أطلب ولا يحق لي حتى التفكير في حزب قوي لأن السلطة لا تسمح بذلك هي تريد أرانبا مدجنة لا تشكل أي خطر على الغابة·· قلت ضاحكا·· أي غابة هذه التي تتكلم عنها·· نحن في مجتمع مدني متحضر·· قال·· الحياة كلها غابة ولا يبقى فيها سوى القوي·· قلت·· وأنت من تظن أقوى من الآخر·· هل زعيم حمس الذي أصبح يعارض نفسه أو حزب الدا سعدي الذي يشطح وينطح في كل مكان أو جماعة التحالف التي علفت وتحلفت تحت راية السلطة وشرعيتها·· حك رأسه وقال·· الشعب أقوى منهم جميعا·· قاطعته محتججا·· دعنا من العنتريات التي لا تقتل ذبابة.. كيف تقول إن الشعب قوي وهو يرزح تحت كذبهم ونفاقهم ولا يعرفونه سوى في الانتخابات·· قال ساخرا·· الانتخابات هنا تكمن في القوة·· قلت·· تتكلم وكأن الصندوق بيد الشعب·· قال·. في بلدان العالم الثالث دون استثناء لا يمكن أن يكون الشعب سيدا ولا يمكن أن يكون الصندوق شفافا ولا الانتخابات نزيهة لسبب واحد هو أن السلطة لا يمكن أن تضع رقبتها تحت رغبات الشعوب·· قلت·· هذا إجحاف منها·· قال·· في بعض الأحيان يكون الإجحاف مفيدا··