رفض، أمس، عمال ملبنة ذراع بن خدة المضربون عن العمل، منذ يوم 9 أكتوبر المنصرم، الاستجابة لنداء المجلس الشعبي الولائي الداعي إلى الاجتماع معهم، لبحث مخرج ايجابي للصراع القائم بالملبنة، وهذا بحضور لجنة العقلاء المتكونة من جمعيات اجتماعية ومهنية ومسؤولين تنفيذيين، واتهموا رئيس المجلس محفوظ بلعباس بمساندة إدارة الملبنة والوقوف ضدهم، وقرروا مواصلة الإضراب إلى غاية تجسيد مطالبهم· تحت شعار ''الجوع ولا رجوع''، قرر عمال ملبنة ذراع بن خدة مقاطعة كل مشاورات أو حوار مع السلطات الولائية، ومواصلة الإضراب المفتوح وغلق الملبنة، إلى غاية تجسيد مطالبهم حرفيا، منها رحيل مدير الملبنة وإعادتها إلى القطاع العام، مؤكدين أن رئيس المجلس الشعبي لولاية تيزي وزو'' يسعى بكل ما أوتي من قوة لكسر الحركة الاحتجاجية دفاعا عن إدارة الملبنة''· وأكد عمال الملبنة ل''الجزائر نيوز'' أنهم استقبلوا نداء المجلس الشعبي الولائي بكل فرح، أملا منهم في إيجاد حل نهائي يخدم مصلحة العمال والملبنة، لكنهم تفاجأوا بتصريحات رئيس المجلس الشعبي الولائي محفوظ بلبعاس، يوم الخميس المنصرم، بإذاعة تيزي وزو، يدافع فيها بقوة عن المدير، قائلا إنه احترم دفتر الشروط، وأنه حقق نتائج جد إيجابية في الاستثمار ومناصب الشغل منذ خوصصتها، وهي تصريحات اعتبرها العمال بالكاذبة والملفقة، وأنها عبارة عن مساندة مباشرة لمدير الملبنة لاعتبارات سياسية· وبعد هذه التصريحات قرر المضربون عدم الاستجابة لنداء الحوار الذي برمج لصبيحة أمس وكان من المنتظر أن يترأسه محفوظ بلعباس بحضور لجنة العقلاء المتكونة من الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين والاتحاد العام للعمال الجزائريين وغرفة التجارة والصناعة وجمعية المستهلكين والناقلين ومفتشية العمل ومسؤولين تنفيذيين بولاية تيزي وزو· وبحسبهم، لم يلتزم رئيس المجلس الشعبي الولائي الحياد· العمال يطالبون بلجنة تحقيق من المفتشية العامة للمالية ويصر العمال المضربون على ضرورة إيفاد لجنة تحقيق من المفتشية العامة للمالية للتحقيق في المؤسسة، مؤكدين أن مطالبهم شرعية وأن التجاوزات والتهم الموجهة للإدارة حقيقية وواقعية، مشيرين إلى أن الإدارة لم تحترم دفتر الشروط وأن الملبنة في خطر الانهيار بسبب التجاوزات الممارسة، خاصة المتعلقة بمسحوق الحليب، وكذا فشل طريقة التسيير ''الكارثية''· وأكد العمال أن إضرابهم ليس لأجل المطالبة بتحسين الوضعية الاجتماعية والمهنية بل ''دفاعا عن المؤسسة والخوف على مستقبلهم· هذا ووجه العمال نداء إلى المنتخبين في المجلس الشعبي الولائي وإلى مختلف الأحزاب السياسية لتأسيس لجنة ولائية لمعاينة الوضعية، لاكتشاف كيفية اختلاس ملبنة ذراع بن خدة، مهددين بتصعيد الاحتجاج في حال تأخر السلطات العليا في إيفاد لجنة التحقيق، محملين المسؤولية مسبقا للسلطة في حالة حدوث ما لا تحمد عقباه مستقبلا· موزعو الحليب يساندون العمال ويتهمون الإدارة بممارسة الحقرة التقينا، خلال تواجدنا بملبنة ذراع بن خدة، ببعض موزعين الحليب الذين ساندوا العمال في احتجاجهم والاعتصام يوميا أمام مدخل الملبنة· وكشف أحدهم يتعامل مع الملبنة منذ أكثر من 22 سنة أن الإدارة تمارس ظلما حقيقيا على العمال والموزعين، واصفا التسيير بالتعسفي والتسلطي· أكثر من ذلك أكد أن الحليب عرف تراجعا كبيرا في النوعية بسبب تقليص كمية المسحوق، وأن جبن ''كمومبر طاسيلي'' تغير كليا، مشيرا إلى أن الزبائن والمستهلكين أصبحوا يشتكون يوميا من النوعية· ملف ملبنة ذراع بن خدة يتحول إلى صراع سياسي في الوقت الذي من المفروض أن تتدخل السلطات العليا بالبلاد للنظر بجدية في مطالب العمال المضربين، تواصل السلطات سياسة اللامبالاة، وهو ما فتح المجال للأحزاب السياسية للتدخل، فمن جهة تدخل حزب العمال الذي عبر عن تأييده الكلي للعمال واستدعى ذلك تنقل الأمينة العامة الويزة حنون إلى ذراع بن خدة وعقدت تجمعا شعبيا عبرت فيه عن مساندة حزبها للمضربين ودعت إلى إعادة الملبنة للقطاع العمومي· ونفس الأمر قام به حزب الأفافاس الذي عين وفدا زار الملبنة وقابل العمال· أما حزب الأرسيدي ففضل الانحياز إلى إدارة الملبنة ويحاول بكل جهده حل الصراع لصالحها، ما يدفع إلى طرح السؤال: لماذا يقف الأرسيدي في صالح إدارة ملبنة ذراع بن خدة؟ هذا الحزب الذي يعرف بانتقاداته اللاذعة للإدارة والسلطة·