دعا، أمس، حزب الأفافاس، السلطات المختصة إلى إيفاد لجنة تحقيق إلى ملبنة ذراع بن خدة، للتحقيق في طريقة تسيير المصنع وضرورة أخذ مطالب وانشغالات العمال المحتجين بجدية، قصد حماية الملبنة والعمال معا، وعبّر الأفافاس عن تضامنه ومساندته الكلية للعمال، معتبرا مطالبهم بالشرعية· أعربت، أمس، فيدرالية حزب جبهة القوى الاشتراكية بولاية تيزي وزو، على هامش الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي على لسان الدكتور حكيم مصيلة، عن القلق الشديد للحزب إزاء الوضعية الصعبة والخطيرة التي يتخبط فيها عمال ملبنة ذراع بن خدة الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن العمل منذ التاسع أكتوبر المنصرم دون تدخل السلطات المعنية للنظر في كيفية حل مشاكلهم· كما وصف الأفافاس في بيان تلقت ''الجزائر نيوز'' نسخة منه، مطالب العمال بالشرعية، مطالبا بضرورة فتح تحقيق معمق من طرف السلطات المعنية قصد الوصول إلى الحقائق التي أثارت سخط العمال، وضرورة حمايتهم والعمل على تحسين الشروط المهنية والاجتماعية لهم· وكشف الأفافاس أن وفدا من فيدرالية تيزي وزو تفقد الاثنين المنصرم ملبنة ذراع بن خدة وعاين وضعية العمال المحتجين، كما ناقشوا معهم المعاناة والمشاكل اليومية التي يعيشونها في الملبنة· وذكر الأفافاس أن وفدها توصل إلى خلاصة تثبت ''شرعية مطالب العمال التي رفعوها للجهات المعنية''، ودق حزب الدا الحسين ناقوس الخطر من الضغوطات والتجاوزات الممارسة بالملبنة في حق العمال، ودعا إلى الإسراع في التدخل لحمايته قبل فوات الأوان· ويذكر أن عمال ملبنة ذراع بن خدة رفعوا لائحة مطالب تتمثل خصوصا في تأميم الملبنة وإعادتها للقطاع العمومي مثلما كانت عليه سابقا، وطالبوا بالرحيل الفوري للرئيس المدير العام الذي اتهموه بممارسة السياسة ''السلطوية''· وحسب بيان الأفافاس، فإن العمال يشتكون من انخفاض الأرباح في الثلاث سنوات الأخيرة منذ تحويل الملبنة إلى القطاع الخاص، ونددوا بعدم استثمار 355 مليون دينار في 48 شهرا، واتهموا المسؤولين باقتناء وسائل وتجهيزات قديمة، وعدم تعويض الإدارة للعمال المتقاعدين أو الذين استقالوا من الملبنة بعد تعرضهم للضغوطات، كما نددوا بسياسة سوء التسيير التي يطبقها الرئيس المدير العام· وجاء في البيان أن العمال تطرقوا إلى مشكل تغيير جرعة الحليب ومادة ''كاموبير''، وإخراج الحليب الذي تدعمه الدولة من الملبنة بطريقة غير شرعية بالاعتماد على طرق الغش والمحسوبية، وعدم مطابقة معايير ومقاييس التخزين لبودرة الحليب· كما ندد الأفافاس بتعرض عمال الملبنة إلى استفزازات وإهانات واتخاذ الإدارة لإجراءات تعسفية في تحويلهم وإقصائهم، واستنكر العمال المتابعات القضائية التي تعرض لها أربعة من زملائهم· وفي هذا الصدد، طالب الأفافاس الجهات المعنية بضرورة الإسراع للرد على سؤال العمال المتمثل: من يستفيد من خوصصة ملبنة ذراع بن خدة بالرغم من أنها كانت تحقق أرباحا تتراوح بين 30 إلى 40 مليار سنتيم؟· إدارة ملبنة ذراع بن خدة تتحدى العمال المحتجين اعتبر مجلس إدارة ملبنة ذراع بن خدة الحركة الاحتجاجية التي شنها عمال الملبنة منذ التاسع من الشهر الجاري ب ''غير شرعية ولا تفسرها مطالب ذات طابع اجتماعي''، وأوضح في بيان له أن ''هناك مؤامرة خارجة عن المؤسسة تستند إلى ادعاءات كاذبة تهدف إلى التشكيك في قرار خوصصة الملبنة''· وأكد أن الإدارة التزمت بدفتر الشروط المسجلة في قرار الخوصصة لملبنة ذراع بن خدة، مشيرا إلى أنه تم استقدام 170 عاملا، في حين أن الدولة اشترطت استقدام 150 خلال 4 سنوات، وكشف أن الملبنة سجلت 400 مليون دينار كقيمة استثمارات مقابل 355 مليون دينار اشترطته الدولة· وأضاف أن إنتاج الحليب المبستر قفز من 220 ألف لتر إلى 320 ألف لتر يوميا، ومضاعفات بثلاثة مرات إنتاج جبن ''كاموبير'' الذي ارتفع من 6 آلاف علبة إلى 18 ألف علبة· وبالنسبة للجانب الاجتماعي، أشار البيان إلى أنه وبالرغم من أن المؤسسة ذات طابع خاص، إلا أنها سجلت رفع الأجور بنسبة 17 بالمائة مع الأثر الرجعي اعتبارا من شهر ماي .2011 هذا، وتحدى مجلس الإدارة الفرع النقابي لتكذيب النتائج التي حققتها الملبنة منذ خوصصتها·