دخل إضراب عمّال ملبنة ذراع بن خدّة يومه السّابع والأربعين بعدما اتخذوا شعار الجوع ولا الرّجوع وإعادة تأميم المصنع لمصالح الدّولة، في وقت عجزت فيه السّلطات العليا للبلاد التّدخّل لوضع حد للوضعيّة الكارثيّة الّتي يعيشها العمّال. حيث اتّخذت هذه الأخيرة شعار الصّمت في ظلّ رفض المدير العام تنازله عن تسيير شؤون العمّال والملبنة، إذ لا جديد يذكر في هذه القضيّة الشّائكة رغم مساندة بعض الأحزاب السّياسيّة للعمّال المضربين مثل حزب جبهة القوى الإشتراكيّة وحزب العمّال للويزة حنّون، وهذا بتنظيمهم تجمّعات شعبيّة في شهر أكتوبر المنصرم، كما قاموا بتفقّد الملبنة واستمعوا لمشاكل العمّال الّتي يعيشونها يوميّا داخل المصنع بسبب السّياسة التّعسّفيّة الّتي ينتهجها معهم المالك الجديد، بالإضافة إلى الإهانات والإستفزازات الّتي يتعرّضون لها من طرف مسؤولي الإدارة بسبب اتّخاذهم لإجراءات إقصائهم من عملهم، حيث دعت هذه الأحزاب إلى فتح تحقيق معمّق من طرف السّلطات المعنيّة قصد الوصول إلى الحقائق الّتي أثارت سخط وغضب العمّال، كما اعتبروا مطالبهم شرعيّة ودعوا رئيس الجمهوريّة السيّد عبد العزيز بوتفليقة التّدخّل الشّخصي لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف. للإشارة فإنّ هذه الوحدة الإنتاجيّة التي تموّن السوق المحليّة والمناطق المجاورة بمعدّل 32000 لتر من الحليب يوميّا، سجّلت انخفاضا وتراجعا في الأرباح في السّنوات الثّلاث الأخيرة أي بعدما تحوّلت إلى القطاع الخاص في جوان 2008، حيث ندّدوا بعدم استثمار 355 مليون دينار في 48 شهرا. للتّذكير فإنّ عمّال هذه الملبنة دخلوا في إضراب مفتوح عن العمل منذ التّاسع أكتوبر المنصرم بسبب الضّغوطات الّتي يمارسها عليهم المالك الجديد للملبنة وانتهاجه سياسة تعسّفيّة ضدّهم كما أغلق لغة الحوار في وجوههم، حيث ناشدوا السّلطات العليا في البلاد التّدخّل السّريع لإنقاذهم وإنقاذ مصنعهم من الخطر بعدما تمّت خوصصته منذ ثلاث سنوات للمدير الجديد، كما طالبوا بإعادة تأميمه لمصالح الّدولة واعتصموا يوم 26 أكتوبر أمام مقر ولاية تيزي وزو، حيث استقبلوا من طرف مسؤولي الولاية الّذين وعدوهم بمساندتهم لإيجاد حل للمشاكل الّتي يتخبّطون فيها إلاّ أنّ نداءاتهم ذهبت مهب الرّيح، إذ أكّدوا للسّلام مواصلة حركتهم الإحتجاجيّة وقرّروا عدم الرّجوع للوراء إلى غاية الإستجابة لمطالبهم بينما تعذّر علينا الاتصال بالمسؤولين أو المدير العام بسبب منعه من الدّخول إلى المصنع من طرف العمّال. وتبقى ولاية تيزي وزو تعرف ندرة كبيرة في حليب الأكياس الّذي لا يمكن الإستغناء عنه في كل الأحوال، كما أنّ الإضراب يكلّف يوميّا خسائر كبيرة تعدّ بالملايير.