لم تمر النتائج المتواضعة التي سجلتها الرياضة الجزائرية في الألعاب العربية التي اختتمت أمس، دون أن تثير زوبعة من ردود الفعل العنيفة والانتقادات من طرف مسؤولي الوزارة الوصية والمختصين والإعلام وحتى ذلك المواطن البسيط الذي وقف على حجم الهوة التي تفصل بلده الرياضي عن بقية البلدان العربية الأخرى التي برزت بشكل لافت على منوال إنجازات رياضيي مصر، المغرب وتونس· وبقدر ما كانت نتائج المشاركة الجزائرية هزيلة في الموعد العربي، بقدر ما أعادت إلى أذهاننا مختلف الإخفاقات التي سجلتها رياضتنا في هكذا مناسبة وفي كذا منافسة دولية، قارية وإقليمية· ولم يختلف سيناريو ألعاب الدوحة عن باقي المحطات السابقة ، حيث كانت الحلقة الأولى في مسلسل التحضيرات التي أجرتها مختلف الفدراليات وكذا تحديد أسماء الرياضيين الذين أبانوا عن إمكانيات مقبولة، ثم جاءت الحلقة الثانية التي سبقت بداية دورة قطر والتي اتسمت بالتفاؤل المفرط الذي أبداه المسؤولون والمدربون حول حظوط الجزائر في نيل الميداليات· أما الحلقة الثالثة فكانت بداية المنافسة والنتائج الأولية التي أفرزتها، حيث أشرت على محدودية عطاء رياضيينا وعدم قدرتهم على مجاراة ريتم مختلف المنافسات· وكانت الحلقة الأخيرة من المسلسل والأهم على الإطلاق، حيث تحولت آمال ممثلينا إلى مجرد أوهام ليس إلا، ومعها عادت السمفونية القديمة الجديدة التي تتحدث عن الكارثة التي حلت بالمشاركة الجزائرية في الموعد الإقليمي، ومعها تعالت الأصوات المطالبة بضرورة محاسبة كل من ساهم في النتائج المخزية التي عادت بها رياضتنا من الدوحة· وكالعادة كانت الوزارة الوصية الأولى التي أعلنت عن محاسبة كل فيدرالية لم تتمكن من تحقيق ميداليات وما حاولت الجهات الوصية على رياضتنا القيام به أعادت إلى أذهاننا الصخب الذي حدث عقب الانتكاسات السابقة لرياضتنا وما أكثرها· فإذا استثنينا بعض الأنواع الرياضية التي حصدت الألقاب والميداليات في بعض مراحل تطورها بفضل ثلة من الأسماء، فإن السواد الأعظم من ممثلينا في مختلف التظاهرات عادوا يجرون أذيال الخيبة، وقد سمعنا في كل مرة أن هناك محاسبة وتحقيق حول خلفيات الإخفاقات المتتالية لكننا مع الأسف الشديد لم نلمس أي متابعة على أرض الواقع، ونكتفي في هذا المجال بالتذكير بالفشل الصريح والمتواصل لأرضية ملعب 5 جويلية رغم الأموال الطائلة التي التهمتها ولم تحرك الوزارة ساكنا؟!