تواصلت مشكلة ملبنة ذراع بن خدة بعد استمرار عمالها في الإضراب للشهر الثالث على التوالي، ولا حل في الأفق، وقد تحولت المشكلة من بُعدها الاجتماعي والاقتصادي إلى أبعاد سياسية، أطرافها حزب العمال وجبهة القوى الاشتراكية وجبهة التحرير الوطني من جهة والمركزية النقابية من جهة أخرى، حيث تتهمهم صراحة ب ''التخلاط'' من أجل أجندة تتعلق بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة· العمال يتمسكون بمطلب إيفاد لجنة تحقيق من المفتشية العامة للمالية للوقوف على حقيقة الوضع هناك، ويؤكدون على امتلاك أدلة تورط الإدارة في الترويج لنوعية رديئة من الحليب من شأنها القضاء على سمعة المصنع الذي كان يحقق أرباحا سنوية لا تقل عن ال40 مليار سنتيم سنويا عندما كان تحت وصاية القطاع العام لتتراجع تلك الأرباح إلى 27 مليار سنتيم بعد تطبيق قرار الخوصصة منذ سنتين، لكن المركزية النقابية الممثلة في مكتبها بتيزي وزو، التي صرحت بأنها تدافع عن مصلحة العمال، تساند عمليا الإدارة وتقول: ''العمال لا يملكون أية أحقية للتطرق إلى نوعية وجودة الحليب ومشتقاته، بل هناك مصالح مخصصة وقانونية لها كامل الصلاحيات للنظر في هذا الشأن''· وبالمقابل تفتح النار على أحزاب الأفلان والأرسيدي والعمال متهمة إياها بالاصطياد في المياه العكرة مستغلة أوضاع العمال لمصلحة سياسية تتعلق بالاستحقاقات القادمة، دون أن تقدم - حسب الأحزاب المتهمة - أي دليل على ذلك· مطالب العمال كانت واضحة واتهاماتها واضحة أيضا للإدارة وهم يتحدثون عن وثائق إدانة لا تقبل الشك، وهي أن الإدارة تعمدت استعمال مادة ''الأسلاك'' المستوردة من بولونيا مع أن تاريخ إنتاجها 27 سبتمبر 2010 وصلاحيتها تنتهي في 27 سبتمبر 2011 ويقولون أن الإدارة استعملتها رغم فسادها إلى غاية يوم دخول العمال في إضراب عن العمل، مع العلم أن الإضراب بدأ يوم 7 أكتوبر 2011, أي بعد أيام من انتهاء صلاحية تلك المادة، لكن المركزية النقابية لم تنظر إطلاقا في الاتهام وتقول أنه ليس من صلاحيات العمال، وعوض أن تدفع إلى حل مشكلة المصنع التي دخلت منذ أيام شهرها الثالث، تعلن الحرب على الأحزاب الثلاثة التي دخلت على الخط، مما يجعل القضية تتسيّس أكثر فأكثر· ومشكلة مصنع ذراع بن خدة، هي عينة من التركة الثقيلة للقطاع العام الذي تمت خوصصته من أجل حل مشاكله، لكنها تضاعفت أكثر في العهد الجديد مثلما حدث مع مصنع الحجار للحديد والصلب الذي أعلن عن إفلاسه وينتظر إعادة تأميمه من جديد من أجل إحيائه· أرقام عن ملبنة ذراع بن خدة 370 عامل 320 ألف لتر هو الإنتاج اليومي للمصنع قبل الإضراب 150 موزع 40 مليار سنتيم هو رقم أعمال المصنع سنويا قبل الخوصصة 27 مليار سنتيم هو رقم أعمال المصنع سنويا بعد الخوصصة 9 أكتوبر ,2011 بداية الإضراب المفتوح 39 عاملا متابعا قضائيا